يفوح شذى عطر شرقي في مراكز التسوق الكبرى في السعودية يجذب الزبائن فيدفعوا مئات الدولارات في قارورة صغيرة من عطر العود العطر المميز للمملكة. وزيت العود منتشر في الخليج حيث يستخدم في تعطير المساجد وتحية الضيوف وكسب القلوب في ثقافة ترى أن الطريق الى قلب الرجل أنفه لا معدته. والان تريد شركة سعودية أن تعطي الغرب نفحة من هذا الاريج النفاذ. يقول عبد العزيز الجاسر رئيس شركة العود العربية وهي واحدة من اكبر شركات تجارة العطور الشرقية في العالم :نقدم للعالم عطر العود المفضل لدينا. انه جزء من ارث عربي قديم وهناك الان شغف متزايد به وتقدير له بين العرب من غير سكان الخليج وفي الغرب. وتابع قائلا :الروائح الذكية كانت دائما جزءا من ديننا وثقافتنا الاجتماعية واليوم يعود الناس الى الزيوت الاصلية والاكثر نقاء من العطور الغربية. وتبلغ حصة الشركة العربية المملوكة لعائلته نحو 30 بالمائة في سوق العطور الشرقية في الخليج التي تقدر قيمتها بنحو 800 مليون دولار وتجذب . وفي عام 2002 افتتحت شركة العود العربية متجرا في العاصمة البريطانية لندن ثم تبعته سريعا متاجر في العاصمة الفرنسية باريس والولايات المتحدة. وفي العام الماضي بلغت مبيعاتها في الخليج فقط 150 مليون دولار. ويمكن أن يصل ثمن زجاجة تحتوي على 12 جراما فقط الى 3 آلاف ريال(800 دولار) ويمكن أن يصل سعر الكيلوجرام الى 45 ألف ريال. وقال الجاسر :الغربيون يحبون زجاجات العطر عندنا التي تكون على شكل جمل أو مصباح علاء الدين... يشترون العشرات منها كهدايا أو يحتفظون بها للزينة. وزيت العود الذي يوصف بأنه سيد العطور الشرقية جزء لا يتجزأ من الثقافة العربية في الخليج. فقد خلده الشعراء العرب. فالنساء يتطيبن بزيت العود قبل خروجهن ويضعه الرجال كرمز للمكانة ويقدم المضيفون لضيوفهم قطرات منه وهم يقدمون القهوة والتمر. وتجارة العود قديمة في الخليج. واعتاد التجار استيراده عبر طريق الحرير والتوابل القديم من اسيا موطن الشجرة التي يستخرج منها زيت العود. وهو يحظى أيضا بتقدير خاص. واليوم انشأت شركة العود العربية مصنعا لها في تايلاند لاستخراج زيت العود من الاشجار الموجودة في الغابات. تقطع الاخشاب وتنقع في الماء عشرة ايام ثم تغلى لاستخلاص الزيت من الخشب ثم يخزن في قوارير محكمة الاغلاق لفترات تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات لتركيز الشذى. ونظرا لان الرائحة النفاذة لا تروق لكل الناس يخلط بزيوت أخرى مثل زهرة الخزامة (اللافندر) والياسمين والصندل لتخفيفه. وتنتج الشركة نحو ألفي نوع من العطور وتقول ان توقعات المبيعات للاسواق الغربية مشجعة رغم أن العطر الشرقي لا يزال يحتاج الى وقت كي يحظى بقبول هناك.