تمر السينما المصرية باضطرابات وعدم استقرار في الوقت الحالي, وهذا الموسم يشهد تغيرات في بعض مظاهرها وثباتا في البعض الاخر وكان ل(اليوم) هذا الحوار مع الدكتور رفيق الصبان الناقد السينمائي والاستاذ بالمعهد العالي للسينما والمعهد العالي للفنون المسرحية. @ ما رأيك في السينما المصرية هذاالموسم مقارنة بالمواسم السابقة؟ * الحديث عن السينما المصرية يأخذنا الى تأكيد الواقع المعاش وهو ان السينما المصرية تمر بازمة حقيقية بالدوران حول نفسها والاعتماد على نوع واحد وهو الكوميديا, والاعتماد على نجوم معينين, وهو ما يجعلنا نخاف على مستقبل السينما المصرية, لكن بصفتي من الواثقين بان السينما مثلها مثل باقي الفنون تمر بدورات مختلفة وهي الان في السنوات العجاف ولذا فانا اتوقع ان هذه الدورة وصلت لنهايتها وهو ما نلاحظه في انخفاض ايرادات بعض النجوم الشباب من اكثر من 20 مليونا الى اقل من 10 ملايين وهذا الانهيار في الايرادات يدل على ان الجمهور بدأ يعي ويمل من كمية الابتذال والتفاهة التي تقدم اليه من خلال هذه الافلام. @ (بحب السيما) اثار ضجة اعلامية, من وجهة نظر نقدية ما رايك في هذه الضجة؟ * اعجبني جدا جدا فيلم (بحب السيما) وكل النقاد اجمعوا على انه من الافلام المهمة وهذا الفيلم اجل من حوالي اربع سنوات وهو يعالج وضع اسرة قبطية من منظور قبطي, وبصراحة الشركة المنتجة كانت تتوقع خسارة الفيلم, كما ان الفيلم اصطدم بعد ذلك بالرقابة لكن المثقفين وقفوا بشدة مع الفيلم وبرغم كل ذلك الفيلم لم يحقق النجاح التجاري المطلوب رغم اشادة النقاد بالفيلم, اعجبني اداء ليلى علوي ومحمود حميدة واعجبني جدا اداء الطفل يوسف عثمان, ونحن لم نتعود من الاطفال ان يؤدوا بهذه الحيوية والتلقائية. @ ما مدى التطور في اداء عبلة كامل في فيلمها الجديد؟ * بالنسبة لفيلم (خالتي فرنسا) بصراحة لا استطيع ان اقول الا انه كان غاية في الابتذال, وبصراحة اقول ان عبلة كامل اساءت لنفسها ولموهبتها ولجمهورها لانها قدمت هذا الدور , الفيلم عبارة عن قاموس من الالفاظ النابية الى جانب اخراج مفتعل, وسيناريو قائم على مصادفات وليس له عمود فقري وتبرير القائمين على العمل ان الفيلم محاولة للدخول الى اعماق الطبقة الشعبية هذا كلام خاطىء لان الطبقة الشعبية ليست على هذه الدرجة من الابتذال والفيلم رغم ان المتوقع له ان يحقق نجاحا جماهيريا كاسحا الا ان ايراداته هبطت من الاسبوع الثاني. @ وماذا عن روبي وفيلم (7 ورقات كوتشينة) وتجربة المخرج الجديد شريف صبري؟ * فيلم (7 ورقات كوتشينة) مؤشر لان الجمهور بدأ يستيقظ وسقط سقوطا مدويا فبعد ان كان يقدم في 28 صالة عرض هبط من الاسبوع الاول الى 16 دار عرض وبقي في دور عرض جانبية والفيلم لمخرج جديد وهو شريف صبري وهي تجربة ليست بالجيدة. @ بعد (مافيا) هل تعتقد ان (تيتو) سيحقق نفس النجاح؟ * في المقابل جاء فيلم (تيتو) وانا شخصيا اعجبت به وبطل الفيلم النجم احمد السقا اثبت انه جدير بحب الجماهير, والفيلم في نجاح مستمر وهو حقق 6 ملايين في ثلاثة اسابيع, هو فيلم من افلام الحركة له بعد انساني واجتماعي وانا شخصيا اعجبني تكنيك المخرج طارق العريان التكنيك الذي لا نراه الا في السينما الامريكية مع الفارق. @ تجربة محمد سعد وفيلمه (عوكل) هل ترى ان هناك تطورا في ادائه عن فيلم اللمبي؟ * شهد فيلم (عوكل) اقبالا كبيرا في البداية لكن بدأ الاقبال يقل بعض الشيء وهو فيلم كوميدي قدم فيه محمد سعد دورين الاول دور عوكل وهو انسان بوهيمي لا مبالي طول الوقت والثاني (طأطأ) وحقيقة هذه ظاهرة نجدها في كل النجوم الشباب فكل منهم يحب ان يلعب دور امرأة حتى وان كان الدور ليس له مبرر وفيلم عوكل بصراحة لا اعرف هل سيحقق ايرادات مثل فيلميه السابقين ام لا, اشك. @ وفي النهاية رأيك بشكل عام في الموسم السينمائي هذا العام؟ * الموسم لم ينته بعد وهناك فيلم النجم عادل امام وهاني رمزي وهنيدي, واخيرا فيلم يوسف شاهين الذي سيعيد السينما المصرية لامجادها, وفيلم (اسكندرية نيويورك) اتيحت لي الفرصة ان اشاهده في مهرجان كان وفيه عودة قوية ليوسف شاهين اكد من خلالها انه ما زال قادرا على العطاء اكثر من كل الشباب الموجودين وفي الفيلم يقدم شاهين وجها جديدا وهو احمد يحيى وهو راقص باليه وانا اتنبأ له بمستقبل فني.