كثر النقاش في وسائل الاعلام عن كيفية الحجاب فأقول والله اعلم: بدأ التنبيه لعموم آية الحجاب في سورة الاحزاب من أول السورة بقوله عز وجل( يا ايها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ان الله كان عليما حكيما) فظاهر الخطاب مخصص فقط بالنبي - صلى الله عليه وسلم - والحق الذي لا يختلف فيه ائمة الاسلام ان الامر لعموم المؤمنين كقوله تعالى(ولقد أوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين). فظاهر هذه الآية خاص به - عليه الصلاة والسلام - ولا يقول عاقل ان التوحيد خاص به! لكن الله - عز وجل -اذا عظمت الاوامر والنواهي وجه الخطاب للاعلى تنبيها لمن هو دونه من باب أولى فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابعد الناس عن طاعة الكافرين والمنافقين وابعدهم عن الشرك وهو العبد الشكور, وكذلك قوله عز وجل (فلا تدع مع الله الها آخر فتكون من المعذبين) وهو ابعد الناس عن هذا حتى قبل بعثته!! ثم التنبيه الثاني: قوله عز وجل (النبي أولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم) فهذه تزكية من العليم الحكيم لزوجات النبي - صلى الله عليه وسلم- أمهات المؤمنين رجالا ونساء وفيها اشارة للنساء اكثر منها للرجال وبهذه التزكية يتبين انهن ابعد نساء العالمين عن الشبهات ورغم هذا سيفرض عليهن الحجاب فمن هي دونهن من باب أولى! التنبيه الثالث: ثم بقيت اشارة هي للرجال أكثر منها للنساء فجاء قوله تبارك وتعالى( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا) ليأمر الرجال نساءهم أن يحتجب من هن ازكى منهن واطهر بتزكية الله لهن (فلا تزكوا انفسكم) وتأسوا ايها الرجال والنساء ان كنتم ترجون الله واليوم الآخر ثم جاء قوله سبحانه( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن) يقول ابن عباس قدركن عندي ليس مثل قدر غيركن من النساء الصالحات انتن اكرم علي وثوابكن اعظم ان اتقيتن, اما كيف التقوى؟ قال عز وجل (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا) يتبين هنا أن التقوى ليست خاصة بهن, فلا يقول عاقل لا بأس بغيرهن أن يخضعن بالقول ليطمع الذي في قلبه مرض ولا بأس ان يقلن قولا منكرا انما انتن يا نساء النبي الزم عليكن ان تنتهين عن هذا ان كان غيركن منهيا عن ذلك! (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى واقمن الصلاة وآتين الزكاة واطعن الله ورسوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا) والقرار في البيوت ليس خاصا بهن كما هو النهي عن التبرج.. تبرج الجاهلية الاولى, عندما كانت النساء يخالطن الرجال في الطرقات والاسواق كاشفات عن وجوههن يتلذذ بحسنهن كل الرجال ويتلذذن هن بمخالطة الرجال(ان هم الا كالانعام بل هم اضل) قال صلى الله عليه وسلم( المرأة عورة فاذا خرجت استشرفها الشيطان) فلم يستثن منها شيئا. ثم جاء قوله تعالى (واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند الله عظيما) بعد أن زكاهن عز وجل فرض عليهن الحجاب وعلى المؤمنات من باب أولى! ويتبين عموم هذه الاية بتعليله سبحانه لذلك بقوله (ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن) فقدم طهارة قلوب الرجال رغم أن ابعد ما يطمعون فيه هن نساء النبي - صلى الله عليه وسلم فكيف هم الرجال مع غيرهن ان لم يتحجبن!! (أفلا يتدبرون القرآن) واطهر لقلوبهن الطاهرة أصلا والله اعلم بهن حين زكاهن!! ثم جاء النهي عن نكاحهن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا خاص بهن, وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله ان الايات قد يكون فيها عموم وخصوص (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) ذكر هذا في التفسير الكبير عند سورة الاحزاب, ثم جاء قوله عز وجل (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى أن يعرفن فلا يؤذين) وهذه اية عظيمة تبطل قول المخالف اذ لو كان نساء النبي (متميزات) بحجابهن لما قال عز وجل (ذلك أدنى أن يعرفن) واشركهن مع بنات النبي صلى الله عليه وسلم ومع المؤمنات!! ولماذا لم يضرب الحجاب على بناته صلى الله عليه وسلم! أليس الله يريد أن يذهب عنهن الرجس اهل البيت ويطهرهن تطهيرا!! ولماذا قال سبحانه وتعالى (ويطهركم تطهيرا) ولم يقل(يطهركن تطهيرا!!) وفي سورة النور قال سبحانه (ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها) قال ابن عثيمين رحمه الله لم يقل عز وجل (الا ما أظهرن منها) !!(وليضربن بخمرهن على جيوبهن) فاذا ضربت بالخمار من رأسها على جيبها حتما ستغطي وجهها والاية لا تحتمل استثناء! يقول ابن تيمية بعد تفسير هذه الاية وانما ضرب الحجاب على النساء لئلا ترى وجوهن وايديهن كما كانت سنة المؤمنين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ان الحرة تحتجب والامة تبرز وقال (ذلك ادنى ان يعرفن) هذا يدل على تغطية الوجه(وما يعقلها إلا العالمون). @@ عبد الله البكري الخبر