أعلنت جنوب أفريقيا أنها قررت إقامة علاقات دبلوماسية مع الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية (المعلنة من جانب واحد ولا تعترف بها المملكة المغربية) مع مفعول مباشر. وقالت وزيرة الخارجية نكوسازانا دلاميني زوما، أمس الأربعاء أنه، تماشيا مع مبادئ الاتحاد الافريقي والاممالمتحدة وأهدافهما فقد قررت جمهورية جنوب افريقيا والصحراويون اقامة علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء اعتبارا من أمس الاربعاء. واشارت الى انها تأمل الا يؤدي هذا القرار الى خلاف, مشددة على ان جنوب افريقيا اوضحت وبررت قرارها لدى الحكومة المغربية، وأن بلادها مستعدة لأي عواقب. واكد مسؤولون جنوب افريقيون رفضوا الافصاح عن هويتهم، ان مجيء مندوبين صحراويين الى حفل افتتاح البرلمان الافريقي الخميس في ميدراند (بين جوهانسبورغ والعاصمة الادارية بريتوريا) قد سرع في اتخاذ هذا القرار. ونقلت فرانس برس عن مسؤول بالخارجية قوله، كان من الصعب علينا ان نستقبل اعضاء في البرلمان الافريقي من بلد لا نعترف به رسميا، لقد أبلغنا هذا الامر الى المغربيين، لقد كانوا على علم بقرارنا. وقال محمد سالم ولد سالك وزير خارجية الصحراء الغربية الذي كان في المؤتمر الصحفي مع زوما ان عدة دول افريقية اخرى كبيرة من بينها الجزائر ونيجيريا تقيم علاقات دبلوماسية مع الجمهورية الصحراوية. وكان المغرب قد استولى على الصحراء الغربية عام 1975 بعد انسحاب اسبانيا منها مما اثار حرب عصابات مع جبهة بوليساريو التي تسعى لاقامة دولة مستقلة في الصحراء. وتعثرت جهود الاممالمتحدة التي توسطت في اتفاق لوقف اطلاق للنار عام 1991 لوضع نهاية للصراع بعد استقالة مبعوثها جيمس بيكر وزير الخارجية الامريكي الاسبق في يونيو حزيران الماضي بعد سبع سنوات من توليه المهمة. واقترح بيكر خطة لحل النزاع في الصحراء الغربية يرتكز على فترة حكم ذاتي من خمس سنوات يليها استفتاء على تقرير المصير حول الوضع النهائي لهذه المنطقة. وتعتبر الرباط ان مشروع الاستفتاء غير قابل للتطبيق مقترحة حكما ذاتيا على ان تحتفظ بالسيادة. اما جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر فتطالب باستقلال الصحراء الغربية التي ضمها المغرب في العام 1975. وفي 29 نيسان ابريل مدد قرار صادر عن مجلس الامن الدولي لمدة ستة اشهر مهمة بعثة الاممالمتحدة لاجراء استفتاء في الصحراء الغربية التي شكلت في نيسان ابريل 1991. ومنذ نهاية نظام الفصل العنصري منذ عشر سنوات، تدعم جنوب افريقيا جبهة البوليساريو التي اعترفت بها منظمة الوحدة الافريقية التي تحولت في ما بعد الى الاتحاد الافريقي، ولكن الاممالمتحدة لم تعترف بها. واكد حزب المؤتمر الوطني الافريقي الحاكم في جنوب افريقيا منذ اعتماد الانتخابات المتعددة الاعراق، في اكثر من مناسبة ان الصحراء الغربية هي المنطقة الوحيدة في القارة الافريقية التي لم تحرر بعد. من جهة أخرى، بدأ الرئيس الهندي أبو بكر زين العابدين ابو الكلام، أمس الأربعاء، زيارة رسمية لجنوب أفريقيا بقوله إن البلدين يتعين أن يكثفا جهودهما لتحقيق أهدافهما وسياساتهما من أجل التنمية. وقال في كلمة ألقاها أمام الجمعية الوطنية (البرلمان) في جنوب أفريقيا إن من المهم بعد بزوغ مجتمع المعرفة أن تتقاسم الدول الصديقة مثل جنوب أفريقيا والهند قواها الجوهرية لتسريع نموها. وأشار إلى أن جنوب أفريقيا والهند غنيتان بالموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي وبقدر هائل من الموارد البشرية المنتجة. ويتوقع أن يزور مناطق تعيش فيها جاليات تنحدر من أصل هندي يقدر عدد أبنائها بنحو 2.1 مليون شخص يعيشون في جنوب أفريقيا. وابو الكلام هو أول رئيس هندي يزور جنوب أفريقيا. وأجرى له رئيس جنوب أفريقيا تابو مبيكي استقبالا رسميا في توينهويس المقر الرئاسي في كيب تاون.