قال وزير الخارجية التركي ان بلاده هددت بايقاف تعاونها مع واشنطن في العراق بعد هجوم أمريكي في شمال العراق قالت انباء انه تسبب في وفاة مدنيين من اصل تركماني. وشنت القوات الامريكية هجوما كبيرا الاسبوع الماضي في بلدة تلعفر الواقعة قرب الحدود السورية والتي تشتبه بأنها ملاذ لمقاتلين اجانب وتوجد بها طائفة كبيرة من التركمان. وتعتبر تركيا حليف الولاياتالمتحدة في حلف شمال الاطلسي شمال العراق جزءا من نطاق نفوذها ولها علاقات عرقية ولغوية وثيقة مع الاقلية التركمانية فيه. ونقلت شبكة تلفزيون سي.ان.ان التركية عن وزير الخارجية عبد الله جول يوم الاثنين قوله اذا استمرت الامور على هذا النحو فاننا أبلغناهم الجانب الامريكي بوضوح وجلاء ان تعاون تركيا في الموضوعات المتصلة بالعراق سوف ينقطع. واضاف جول قوله سوف نستمر في التأكيد على تلك الامور. ولا شك اننا لن نتوقف عن الكلمات فحسب. واذا اقتضت الضرورة فلن نتردد في عمل ما يجب عمله. ولم يوضح نوع التعاون الذي قد يتضرر لكن تركيا حليف رئيسي للولايات المتحدة في منطقة معادية الى حد كبير للامريكيين والقوات الامريكية على سبيل المثال تستخدم قاعدة انجرليك العسكرية في تركيا. وفي وقت سابق قال السفير الامريكي في تركيا اريك ايدلمان في تصريحات بثها تلفزيون /ان.تي.في./ مترجمة الى اللغة التركية نحن نقوم بعملية عسكرية محدودة ونحاول الا تتجاوز الخسائر في صفوف المدنيين الحد الادنى. واضاف عقب اجتماع مع مسؤولين اتراك لاطلاعهم على التطورات لا نستطيع كلية تجنب امكان وقوع اصابات في صفوف المدنيين... ونعتقد ان العملية يتم تنفيذها بحرص بالغ. وحثت وزارة الخارجية التركية الولاياتالمتحدة يوم الجمعة على ايقاف هجومها. وقال الجيش التركي ايضا انه يراقب الوضع في تلعفر عن كثب. ويقول المسؤولون الاتراك ان ممثلين للتركمان قدروا عدد المدنيين التركمان الذين قتلوا في احداث العنف بنحو 500 لكنهم نقلوا عن مصادر امريكية قولها ان عدد القتلى اقل من 50. ولم يتسن الحصول على ارقام يمكن التحقق منها من مصدر مستقل. وقال مسؤول تركي للصحفيين يجب الا تقع اي خسائر في صفوف المدنيين فمجرد سقوط بضع ضحايا امر غير مقبول. واضاف ان تركيا تعتزم ارسال بعثة كبيرة لتقديم مساعدات انسانية الى المنطقة دون ان يذكر المزيد من التفاصيل. وتسببت التطورات في شمال العراق منذ اسقاط نظام صدام حسين في توتر العلاقات الدافئة عادة بين تركياوالولاياتالمتحدة. وتشعر تركيا بالقلق على وجه الخصوص خشية ان يؤدي مزيد من الاستقلال للاغلبية الكردية في شمال العراق الى تأجيج النزعة الانفصالية في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه اغلبية كردية. وتحتفظ تركيا بقوة صغيرة في شمال العراق لمراقبة المتمردين الاكراد الاتراك الذين يتحصنون في قواعد هناك.