افتتح الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل الصناعية الدكتور مصلح بن حامد العتيبي اليوم ملتقى الجبيل الدولي الثاني لتخطيط المدن في الجبيل الصناعية تحت عنوان (التحديات المستقبلية لتخطيط المدن) والمعرض المصاحب له ,بحضور ومشاركة أكثر من (300) شخصية من الخبراء والمتخصصين في تخطيط المدن محليا وعالميا وذلك بمركز المؤتمرات بالفناتير بالجبيل الصناعية وتستمر فعالياته ليومين. وأكد المشرف العام على الملتقى مدير عام الشؤون الفنية بالهيئة الملكية بالجبيل المهندس أحمد البلوي في كلمته خلال حفل الافتتاح أن الملتقى يأتي في ظل تحديات حقيقية تواجهها مدن العالم أجمع فمعدل التحضر في ازدياد مستمر ، مشيراً إلى أن تقارير منظمة الأممالمتحدة تشير إلى أن مستوى التحضر الأن بلغ ذروته ووصل الى أكثر من نصف سكان العالم , وأن المنطقة العربية لم تكن بمعزل عن هذه التغيرات التي شهدها العالم بل كان لها النصيب الأوفر إذ يوضح التقرير الصادر عام 2013م أن 56% من سكانها الذي يبلغون 357 مليونا يعيشون في مراكز حضرية متوقعاً أن يصلوا عام 2050م إلى حوالى 68% ، إلى جانب نشوء معظم عمليات النمو الحضري التي تم تسجيلها في المناطق المحيطة بالمدن الرئيسية للدول العربية على الرغم من تسجيل المدن المتوسطة أو الثانوية لأسرع معدلات النمو . وأشار البلوي أن هذه الأرقام تبرز لنا التحدي الذي تواجهه المدن اليوم ومستقبلا , فالنمو السكاني والتحول الحضري الذي تم استعراضه يشكل ضغطا كبيرا على المدن والمراكز العمرانية ويتطلب المزيد من المساحات الحضرية والحاجة إلى شبكات ضخمة من البنية التحتية مقرونة بخدمات كافية تتوزع بتوازن واعتدال ,كما يعني إلى توفر وظائف حضرية وسوق عمل يستوعب راغبي العمل , والتحدي الأكبر إيجاد إدارة حضرية تدير هذه المدن بكفاء وذكاء ومرونة . ونوه البلوي إلى أن الملتقى يسعى لطرح نخبة من التجارب والدروس المستفادة وسيتم التركيز على التحديات وطرق معالجتها من دول مخلتفة , لافتاً الى أنه سيطرح على مدى يومين 27 ورقة عمل خلال 5 محاور تلامس قضايا تخطيط المدن وهي التنمية الشاملة وإدارة نمو المدن وتخطيط النقل والمواصلات والاقتصاد الحضري والتنمية والتصميم الحضري وصولاً إلى مساعدة المخططين وأصحاب القرار على تحقيق تنمية مدنية تواجه الصعاب والتحديات. و عد المتحدث الرئيس من جامعة هارفارد الدكتور سبيرو بولاليز في كلمته أن الكثافة السكانية أحد المعوقات التي تقف في وجه تخطيط المدن إلا أن التخطيط الجيد لابد أن يثمر بنجاح مصحوبا بإدارة ناجحة بطريقة جيدة وأن المملكة لابد أن تكون البنية التحتية جيدة لتمكن الاستفادة منها عبر الحركة وسهولة التنقلات للسلع تحقيقا إلى نمو اقتصادي رفيع ,مؤكداً أن البنية التحتية لابد أن تشتمل على عدة نظم وهي الطاقة والمياه والغذاء والمواصلات والمساحات والمعلومات ومتى ما كانت متواجدة فإنها حتما ستحقق استدامة متواصلة ,مسترعضاً تجاربه في العديد من المدن وبحثه حول "استدامة العمران في منطقة الخليج العربي" وذلك لعشرة مدن في المنطقة " . اثر ذلك كرم الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل الجهات الراعية والمشاركة والداعمة في الملتقى ثم افتتح بعدها المعرض المصاحب للملتقى الذي تشارك فيه أكثر من 15 جهة مابين محلية ودولية . عقب ذلك انطلقت ورش العمل والمحاضرات في الملتقى حيث شملت الجلسة الاولى التي تحدث بها قاي كاستلين بيري من IN-VI عن التخطيط والتصميم من أجل الصحة والاستدامة ، وباول بومستيد من شركة ديلون Dillon ، وجميل السوقي مهندس التخطيط في أرامكو السعودية عن التنمية العمرانية في مجتمعات شركة أرامكو السعودية ، وبراين بيرن الرئيس التنفيذي لتكنو باث لإدارة المخلفات الطبية ، كما تحدث الدكتور إيهاب فودة من العطيشان للاستشارات الهندسية عن التغلب على موانع التطبيقات المتجددة في منطقة الخليج و برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية. أما الجلسة الثانية فكانت عن إدارة نمو المدينة ، وتحدث فيها الدكتور جايبركاشتشادشان من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ، وعبدالحكيم الرشودي من أمانة القصيم ، والدكتور بندر النعيم من ACE للاستشارات الهندسية ، وباول ارتشر من عذيب انترقراف ، والمهندس عادل الملحم أمين منطقة الأحساء ، كما تحدث هارالد برينر من شركة برينر Brenner للاستشارات الهندسية والتطوير العقاري عن التنمية الحضرية في المانيا وأوروبا.