صرح الرئيس الفرنسي جاك شيراك، أمس الاثنين في مدريد، لقد فتحنا ابواب جهنم في العراق وأصبحنا عاجزين عن إغلاقها. وقال في مؤتمر صحافي في ختام قمة جمعته ورئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس رودريغيس ثاباتيرو والمستشار الالماني غيرهارد شرودر: أعتقد اننا بشكل او بآخر فتحنا في العراق ابواب جهنم وأننا عاجزون عن اغلاقها، الوضع خطير ولا يتحسن. وأضاف شيراك وقد وقف الى جانبه شرودر وثاباتيرو، لا ننوي تغيير موقفنا، لأننا نعتقد أنه يتلاءم مع المسائل المطروحة. وكان ثاباتيرو (خلال وجوده في المعارضة) وشرودر وشيراك قد عارضوا الحرب الاميركية البريطانية على العراق منذ يومها الاول. وصرح وزير الخارجية الاميركي كولن باول، أمس الاثنين، ان بعض المجموعات داخل اوساط الاستخبارات الاميركية كانت تعلم ان مصدر المعلومات التي تم الاستناد عليها لغزو العراق كان مشكوكا فيها الا انها لم تعلم السلطات بذلك. وكان باول نفسه، قد قدم امام الاممالمتحدة معلومات قال: انها تثبت ان العراق كان يقوم بتطوير اسلحة دمار شامل وذلك قبل غزو العراق في اذار مارس 2003. وكان باول قال في السابق: ان المعلومات التي استخدمها كاساس لخطابه التاريخي في الاممالمتحدة في 5 شباط فبراير لم تكن صلبة. وعقب استجواب قامت به لجنة في مجلس الشيوخ قال باول، أمس، ما أزعجنا كذلك هو أن البعض في اوساط الاستخبارات كانوا يعلمون ان مصدر المعلومات مشكوك فيه الا أنني لم أكن أعلم بذلك، إن هؤلاء الاشخاص وضعوا ملاحظات بالخط الصغير حول بعض المصادر إلا أن تلك الملاحظات لم تكن معروفة لدى الاشخاص الذين كانوا يحللون المعلومات ويستخلصون منها النتائج. وأيد باول الدعوة التي اطلقها الرئيس الاميركي جورج بوش الاسبوع الماضي لتعيين مدير للاستخبارات الوطنية وقال: انه عندما يكون مثل هذا الشخص المتنفذ مسؤولا عن الاستخبارات الاميركية فان احتمال ارتكاب مثل هذه الاخطاء يصبح اقل. وكان باول ألمح سابقا أنه لو كان لديه دليل بان العراق لا يمتلك اسلحة دمار شامل فلربما كان قد امتنع عن التوصية بغزو العراق، إلا أنه قال ان بوش اتخذ القرار الصائب بشن الحرب على العراق. وأدى عدم العثور على أية أسلحة دمار شامل في العراق منذ ذلك الوقت الى احراج الادارة الاميركية والاضرار بمكانتها في العالم وتوجيه انتقادات شديدة لاجهزة الاستخبارات الاميركية بل ساءت الأمور الى درجة فقدان مصداقية الولاياتالمتحدة في أنحاء شتى من العالم.