الاحتمالات العالية لهروب الخادمات في مصيف العائلات السعودية بسويسرا تحديدا، سببها كما عرفت مؤخرا، الحد الأدنى للأجر بالساعة هناك، وهو 17 فرنكا سويسريا نفس قيمة الدولار بالريال السعودي. سأعفيكم من البحث عن الآلة الحاسبة، وأدهشكم كما اندهشت بأن الأجر اليومي لعمل ثماني ساعات هو 510ريالات، أي أسبوعيا 3750، والخلاصة أن أدنى راتب شهري لديهم هو 14280 ريالا. أربعة عشر ألفا كانت سببا في عمل الخادمات هناك بإقامة غير شرعية، فقد تركن قانونية إقامتهن في السعودية في الوقت الذي تمت فيه سعودة الإقامات بدلا من الوظائف، فالإقامة هنا لم تعد شرطا على الأجنبي بل طالت السعودي وتحديدا السعوديات، حيث تساوت الخريجات الجامعيات مؤخرا مع الخادمات في شرط الإقامة، لتوظيفهن من قبل ديوان الخدمة المدنية. أن تُسأل عن إقامتك في وطن موحد تحكمه عقيدة التوحيد لهو أمر يستدعي أن نسأل مسئولي وزارة الخدمة المدنية عن أرامل ومطلقات ويتامى تستدعي ظروفهن أن يكن في غير ذات البلد الذي درسن وولدن فيه. مؤلم حقا أن تكتشف المواطنة فجأة أن مسمى مدينتها في شهادة الميلاد وشهادة الدراسة قد أصبح عارا على مستقبلها المهني، قتله ووأده دون مشيعين أو عزاء. ثم بعد شرط الإقامة تعود وزارة الخدمة المدنية لتفاجئنا بتصريح صحفي أقرب للكوميديا السوداء، أعلنت فيه أن آلاف الوظائف لم تجد من يشغلها رغم تكدس الخريجات، فهلا نظرت الوزارة إلى شروطها التعجيزية.؟! أم أن المسألة توطئة لاستقدام معلمات من الخارج؟!.