كنت على موعد مع ذكريات الأمس في اول يوم من ايام الدراسة لهذا العام , شرحت لأولادي وهم يقبلون على عام جديد كيف كانت المدارس سابقا وكيف هي اليوم, أردت أن أحبب لهم تلقي العلم في مدارسهم بطرح الفارق الكبير بين مدارس الأمس ومدارس اليوم, واحوال التعليم في الفترتين, بالأمس كانت مقاعد الدراسة متلاصقة يجلس على المقعد الواحد ثلاثة من الطلاب, والفصول لاتوجد بها مكيفات ولا مراوح, وكنا نفتقر لوجود المياه الباردة, ودورات المياه الحديثة , والملاعب المدرسية الواسعة , وقد اختلف الوضع الآن, فالصفوف بها كل وسائل الراحة والمدارس مجهزة بكل المستلزمات التعليمية والمرافق الخدماتية, وشرحت لهم اننا كنا نخاف من المعلمين في السابق ونهابهم, اما اليوم فقد تحول المعلم الى اشبه مايكون بالاخ لتلاميذه وذكرت لهم اسماء بعض المعلمين المتميزين في زماني , فصورهم مازالت عالقة في ذاكرتي, وبالصدفة فوجئت بمشاهدة أحدهم وجها لوجه , مدرس متميز كنت أتلقن عنه الدروس عندما كنت طالبا بالمرحلة الثانوية , فرحت عندما علمت أنه أحد أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة التي ألحقت أولادي بها , فهذا المعلم الفاضل الذي أكن له كل محبة واحترام بعد أن علمني بالامس سيعلم أبنائي اليوم. ثمة نماذج عديدة من هؤلاء الذين يحلو لي تسميتهم - بالمعلمين المخضرمين - الذين عايشوا الأجيال القديمة والجديدة.. فهل دارت في أذهانهم تلك الفوارق التي طرحتها حول التعليم بالأمس واليوم؟ أظن أنها لم تفارق ذاكرتهم.. والى أجيالنا الحالية أهمس في آذانهم ماقاله شوقي :==1== قم للمعلم وفه التبجيلا ==0== ==0==كاد المعلم أن يكون رسولا==2==