قال اقتصاديون ان تزايد عدد المتقاعدين ومن يقتربون من سن التقاعد أعطى دفعة للاقتصاد الياباني بفضل الانفاق الكبير لهذه الفئة على عكس ما كان متوقعا من أن الاقتصاد سيعاني تحت وطأة تكلفة معاشات التقاعد ونقص الانتاجية. وأوضح الاقتصاديون أن من يعرفون في اليابان باسم (المنفقين ذوي الشعر الابيض) ممن هم في الخمسينيات من العمر والمتقاعدين يقبلون بشدة على شراء السلع الفاخرة مثل أجهزة التلفزيون الحديثة وعلى السفر الامر الذي جعل منهم قوة مهمة لضمان استمرار النشاط الاقتصادي حتى اذا تراجع الطلب من جانب بعض شركاء اليابان الرئيسيين كالصين والولايات المتحدة. وقال يوشيماسا ماروياما الاقتصادي بمعهد ميزوهو للابحاث: انها مسألة عدد لا غير. فرغم أن كلا منهم لا ينفق كثيرا فان من هم في الخمسينيات ومن هم أكبر سنا يشكلون قوة كبيرة. وتتوقع الحكومة أنه بحلول عام 2025 سيكون هناك ياباني فوق الخامسة والستين من العمر مقابل كل اثنين في سن العمل. ويحتفظ الافراد في اليابان بأصول قيمتها 1400 تريليون ين (12670 مليار دولار) معظمها في صورة أرصدة نقدية أو مدخرات. وحسب تقديرات الحكومة فان أكثر من نصف المدخرات مملوك لافراد فوق الستين. وبادخال من هم فوق الخمسين في هذه التقديرات فان النسبة ترتفع الى أكثر من ثلاثة ارباع المدخرات. ويبلغ متوسط مدخرات الاسرة التي يكون عائلها الرئيسي في الستينيات من العمر 25 مليون ين (226200 دولار) أي نحو ثلاثة أمثال مدخرات الاسرة التي يكون عائلها في الثلاثينيات. ويعني هذا أن معظم المتقاعدين يمكن أن يعيشوا حياة مريحة اعتمادا على معاشات التقاعد والمدخرات. وبالاضافة الى شركات الرعاية الصحية وشركات أثاث المستشفيات التي استفادت من تغير الخريطة السكانية فان سلعا بعينها حققت رواجا بسبب زيادة طلب أرباب المعاشات وفي مقدمتها أجهزة التلفزيون الحديثة ذات الشاشات المسطحة. وكان طبيعيا أن توجه الشركات اعلاناتها لهذه الفئة ففي اعلانات لاحد هذه التليفزيونات تظهر الممثلة سايوري يوشيناجا (59 عاما). ويباع أعلى طراز من هذا الجهاز بمبلغ 500 ألف ين. لكن البعض يفضل الحركة والسفر على الجلوس أمام التلفزيون. ورصدت شركات السياحة زيادة في سفر من هم في الخمسينيات والستينيات من العمر. وقال مكتب السفر الياباني وهو أكبر وكالة للسفريات في البلاد انه يركز الآن على المسافرين الناضجين الذين ينفقون على رحلاتهم مثلي ما ينفقه من هم في العشرينيات والثلاثينيات. لكن الاقتصادي ماساشي موراتا حذر من المبالغة في أثر انفاق كبار السن في تنشيط الاقتصاد. وقال: ان التحدي الحقيقي سيكون في السنوات القادمة عندما تؤدي اصلاحات اقتصادية الى تخفيض معاشات التقاعد.