تفيد معطيات سوق المواد القرطاسية والمستلزمات الدراسية ان الاسعار تميل الى الانخفاض مقارنة بما كانت عليه في العام الماضي، بسبب الزيادة الهائلة في العرض، واحتدام المنافسة مبكرا بين العاملين في هذا السوق الذي يشهد معدل نمو سنوي يقدر ب 5 في المائة. وقال مستثمرون في هذا القطاع، ويتخذون من المنطقة الشرقية مركزا لهم: ان اهم عوامل انخفاض الاسعار، الناجم عن زيادة العرض هو كثافة الاستيراد الذي تم خلال الاشهر الماضية استعدادا للموسم الجديد، وتحديدا من الدول الآسيوية وابرزها الصين وماليزيا واندونيسيا وتايوان والتي باتت تحتل نسبة اكثر من 70 في المائة من السوق المحلية وجميعها تقدم منتجات قرطاسية ذات سعر ملائم، اذا ما قورن بأسعار المنتجات الاوروبية والامريكية التي تراجعت بشكل ملحوظ في السوق. وهذا بدوره ساهم في تقديم منتجات ذات سعر منخفض. فالمحلات التي اعتادت ان تبيع حقائب دراسية بسعر 200 الى 300 ريال اضطرت الى تسويق حقائب اخرى (اغلبها آسيوية) لا يتعدى سعرها حدود المائة ريال كحد اقصى وتحظى برضا واقبال الجمهور, الذين باتوا يتحركون وفق السعر الرخيص. واشار هؤلاء الى ان الاستيراد الذي لم يعد وقفا على المعنيين والمتخصصين خصوصا من المنتجات الآسيوية (الصينية بوجه خاص) قد ساهم في زيادة المخزون من الادوات القرطاسية، التي سوف تسوق هذا العام ولاعوام قادمة ايضا، متوقعين ان تشهد الفترة القادمة بعض عمليات الاحتيال والنصب بحق الداخلين نطاق الاستيراد دون سابق خبرة، وربما تنعكس سلبا على سوق الادوات الدراسية المحلية. على صعيد آخر فان دخول العديد من المؤسسات مجال العمل في بيع الادوات المدرسية ساهم ايضا في خفض الاسعار اذ لم تعد العملية مقصورة على المكاتب الكبيرة والمشهورة ذات الخبرة بل دخلت في المعادلة محلات (ابو ريالين) ومحلات (ابو عشرة) فضلا عن البقالات ومحلات وبسطات سوق الحراج وسوق واقف والاسواق الجائلة وغيرها وجميعها تنافس حول السعر، وآلية الجميع في كسب الزبائن هي الاسعار المخفضة، التي باتت اكثر اغراء ووسيلة جاذبة للعائلات خصوصا ذات العدد الكبير من الافراد اذ ان هناك فرقا بين شراء قلم بثلاثة ريالات وبين شراء ثمانية اقلام بعشرة ريالات وبين شراء دفتر بثلاثة ريالات وشراء رزمة دفاتر بثمانية ريالات حيث تظهر الفوارق في حال شراء كميات كبيرة من المواد القرطاسية. وافادت مصادر قريبة من السوق ان هناك العديد من المحلات لا تعمل في هذا النشاط الا في هذه الاسابيع، وتعتمد في نشاطها على منتجات قليلة الجودة، وان بعض هذه المنتجات هي مما تبقى من مخزون الاعوام الماضية، والتي لا يعرف المستهلك حقيقتها ويخضع لشرائها تحت اغراء السعر المنخفض ويضطر لاستبدالها لرداءتها او لطلب من المدارس بذلك في الفصل الدراسي الثاني. وعلى الصعيد نفسه تؤكد المصادر نفسها: بالاضافة الى معطيات السوق خلال الاسبوعين الماضيين فان الاسعار في المكتبات الكبيرة المتخصصة هي خلاف الانطباع السائد عن كونها اعلى من المحلات الجائلة او محلات ابو ريالين او ابو عشرة بل ان هناك من المنتجات القرطاسية ماهو اقل سعرا فمثلا بيعت رزمة الدفاتر 40 ورقة وتضم حوالي ثمانية دفاتر في بعض المكاتب بحوالي 8 ريالات بينما تباع في المحلات الاخرى بحوالي عشرة ريالات بفارق ريالين في الرزمة واكثر من نصف ريال في الدفتر الواحد وبحساب موضوع الجودة فان الاسعار حاليا في المكاتب الكبيرة اقل من المحلات الشعبية الاخرى. وتشير توقعات السوق الى ان تنمو مبيعات العام الحالي بأكثر من 5 في المائة من مبيعات العام الماضي وان تتجاوز مبيعات الموسم ككل 600 مليون ريال على اكثر التقديرات خاصة ان اكثر من 5 ملايين طالب وطالبة سوف ينتظمون في المقاعد الدراسية هذا العام عدا طلاب المعاهد ومراكز التدريب كلهم يعدون زبائن للمكاتب والقرطاسيات الذين باتوا على قناعة تامة بان الموسم فرصة لتحقيق الارباح ولا سلاح للدخول فيه غير الاسعار المخفضة وتخفيض هامش الربح.