استغربتم العنوان لأنه من اللا مطروق على الأسماع؟! هذا تحديدا كان دافعي لالتقاط كتاب يحمل هذا العنوان ضمن مجموعة كتب ابتعتها من المكتبة التراثية بالرياض. قبل خروجي من المكتبة بدأت ردود الفعل تتوالى على هذا الكتاب، من كانت معي أشاحت بوجهها تأففا من حقوق أخذها الرجل واغتصب غيرها معها كما قالت، أما القريبات فقد اتفقن جميعهن رغم عدم تواجدهن معا على إلقاء الكتاب بقوة ضمن مجموعة فرزت على مهل وعبرن"وال...." لا أستطيع إكمال العبارة تأدبا مع القارئ. مؤلف الكتاب خير الدين وانلي، يبرر تأليف غير المألوف إنه إلحاقا لكتابه عن حقوق المرأة، الذي أثار حفيظة الرجال فطالبوه بكتاب مماثل عن حقوقهم. معظم الحقوق الواردة في الكتاب هي لحال الرجل إذا كان زوجا فقط، أي أن هذه الحقوق في الحقيقة هي واجبات الزوجة المطروقة بشدة في الكتب والأطروحات حول المرأة. في الكتاب حقوق عظيمة للزوج -إن كان قائما بكامل حقوقه الزوجية-تبدأ باعتبار الزوج موضع تقديس ، وتنتهي بلعق قرحة أو بثرة تظهر في جسده. كل ما سبق، حول هذا الكتاب في يدي إلى أداة ابتزاز للمتزوجات من حولي، بتهديدي إياهن بإرساله لأزواجهن. على كل قبل أن يفرح الأزواج بهذا الكتاب ويهرولون للمكتبات بحثا عنه، من المهم أن يعرفوا أيضا أن الكتاب لم يقتصر على الحقوق بل عرض لواجبات الرجل تجاه من حوله وتجاه نفسه. والحق أن المؤلف لم يترك واجبا على الرجل لم يسجله في كتابه، حتى تشديد الرسول عليه الصلاة والسلام عليه بعدم التشدق في الكلام والتقعير فيه، وما أكثرهم الآن. لقد كان المؤلف أو بالأحرى الجامع لأحكام القرآن الكريم والسنة في واجبات الرجل، شديد الذكاء وهو يغوص بالرجل في عمق رجولته مستنيرا بوهج إلهي كشف له عظمة دين شرع أبسط أمور الحياة اليومية. من باب الإنصاف أشير هنا إلى أن حقوق الرجل مفردة حقوقية وتشريعية تشمل الرجل والمرأة والمجتمع معا، وحين تعتمد يجب أن تطرح وفق المعنى التالي:(أد ما عليك من واجبات لتستحق ما لك من حقوق).