تتميز بغداد بكثرة المقاهي التي يعتبر بعضها ملتقى للادباء والمثقفين والسياسيين ورجال الاعمال، وقسم آخر ملتقى للاصدقاء وهناك مقاه في بغداد اصبحت من العلامات البارزة في العاصمة العراقية لعل ابرزها مقاهي ام كلثوم في ساحة الميدان والشاهبندر في سوق المتنبي وحسن عجمي وحضيري ابو عزيز وغيرها. وبعد دخول قوات الاحتلال الأمريكي البريطاني عانى اصحاب المقاهي من غياب الامن وتقلصت ساعات عملهم وتناقصت اعداد روادهم، كذلك عانوا من كثرة انقطاع التيار الكهربائي والماء، لكن مقاهي الانترنت التي انتشرت في العراق بعد سقوط النظام السابق لم تقلق اصحاب المقاهي التقليدية حيث يرون ان لكل مقهى رواده . تحسين المياحي الحاصل على بكالوريوس في الادارة والاقتصاد صاحب مقهى ام كلثوم يقول: تأسس مقهى ام كلثوم التراثي عام 1930 بالقرب من منتدى الهلال الفني الواقع في منطقة الميدان وسط بغداد، حيث تمت تسميته نسبة الى سيدة الغناء العربي ام كلثوم التي أحيت حفلات عدة في بغداد وفي المقهى نفسه الذي يختزن الكثير من الذكريات، وكان ملتقى الادباء والشعراء والفنانين وحتى السياسيين في الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق. وقال المياحي: ان روادنا القدامى كانوا عندما يأتون المقهى يسمعون اغاني ام كلثوم، حيث يحتوي المقهى على مكتبة نادرة لها، مشيراً الى ان مقاهي الانترنت التي افتتحت مؤخراً في العراق لم تؤثر في المقاهي التقليدية. أحمد محمود القيسي صاحب مقهى (محمد عجمي) التراثي، يقول: تأسس المقهى عام 1878 حيث كان عبارة عن خان كبير لمبيت المسافرين لأنه يقع على طريق يربط بين المحافظاتالعراقية ثم تحول بمرور الوقت الى مقهى في بداية القرن الماضي. ورواد المقهى هم كبار الادباء والمثقفين وكثير من السياح العرب والاجانب وتوجد زاوية في المقهى باسم الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري. واضاف: تأثر المقهى بعد الاحتلال الامريكي للعراق بشكل كبير مما اضطرني الى غلقه لمدة طويلة بسبب غياب الامن والنظام. ولكن وبمساعدة بعض الخيرين من الادباء والمثقفين واهل المنطقة التي يوجد فيها المقهى تمكنا من اعادة افتتاحه من جديد. محمد الخشالي صاحب مقهى الشاهبندر الثقافي يقول: المقهى في الاساس كان بيت الوجيه البغدادي محمد سعيد الشاهبندر وموقعه في الزاوية الجنوبية المقابلة لسوق السراي الشاهبندر واول كتاب صدر عنه كان اسمه "ابي الثناء الالوسي" ثم تحول فيما بعد الى مقهى عام 1921. وأضاف: كان في المقهى مجلس لقراء المقام العراقي، وفي مقدمتهم رشيد القندرجي. وبالنظر لقرب المقهى من بناية المحاكم، دأب على ارتيادها الكثير من القضاة والمحامين وموظفي وزارة العدل ومتصرفية بغداد القديمة اضافة الى جمهرة كبيرة من الشعراء والادباء والخطاطين والصحافيين بسبب توسطها بين سوق السراي ومنطقة المطابع. وأشار الى عدم وجود لألعاب تسلية مثل (طاولي او الدومينو) مما يجعل منه مجلساً مناسباً للحوار والاحاديث بين رواده.