لا تتحسر ولا تتأسف على ما مضى @ هل يعتبر التحسر والتأسف على ما مضى مما لم يدرك أمراً مذموماً؟ وما حكمة منع استعمال كلمة ( لو)؟ لا يجوز التحسر والتأسف على ما لم يدرك الإنسان إذا كان عمل السبب لحصوله ولم يحصل، فإنه لا يدري لعل عدم حصوله خير له، ولأن هذا يدل على السخط على قضاء الله وقدره، قال تعالى: ما اصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير، لكيلا تأسوا على فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم الحديد. أما قوله: لو أني فعلت كذا: لكان كذا! فقد نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وأن إصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل. فإن ( لو) تفتح عمل الشيطان. فكلمة (لو) تفتح عمل الشيطان لما فيها من التأسف على ما فات والتحسر ولوم القدر، وذلك ينافي الصبر والرضا بالقضاء والقدر. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: لو استقبلت من أمري ما استدبرت، ما سقت الهدي، فهو إخبار عن مستقبل، وليس فيه اعتراض على قدر، فهو إخبار عما سيفعل في المستقبل لو حصل. الكتابة على القبر أو وضع علامة عليه @ هل يجوز كتابة اسم الميت على حجر عند القبر أو كتابة آية من القرآن في ذلك؟ لا يجوز كتابة اسم الميت على حجر عند القبر أو على القبر، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، حتى ولو آية من القرآن، ولو كلمة واحدة، ولو حرفاً واحداً، لا يجوز. أما إذا علم القبر بعلامة غير الكتابة لكي يعرف للزيارة والسلام عليه، كأن يخط خطا، أو يضع حجراً على القبر ليس فيه كتابة، من أجل أن يزور القبر ويسلم عليه، لا بأس بذلك. أما الكتابة، فلا يجوز لأن الكتابة وسيلة من وسائل الشرك، فقد يأتي جيل من الناس فيما بعد، وتقول: أن هذا القبر ما كتب عليه إلا لأن صاحبه فيه خير ونفع للناس، وبهذا حدثت عبادة القبور.