اصبح الزواج في الجزائر معاناة كبرى لكلا الطرفين، العروس والعريس، ولم يبق مرهونا بقبولهما بتأسيس بيت واحد ولكن تكلفة الحياة ووزن تقاليد الأعراس حولت الزواج الى عملية جدا صعبة ومعقدة وباهظة الثمن فبمجرد موافقة الطرفين على خوض غمار الحياة تبدأ معاناة التحضير لمراسم الزواج والحفل ورغبة العروس في الظهور امام المدعوين باللباس الأجمل والأكثر أناقة. والتقينا بعمر وصبرينة في محل لبيع الالبسة التقليدية الخاصة بلباس العروس وهما مقبلان على الزواج في اوائل سبتمبر المقبل فأكدا ان التحضيرات تسير بشكل متسارع لهذا الموعد الهام. وبالنسبة لصبرينة فشراء كل اللوازم الخاصة بحفل الزواج مكلفة جدا حيث تتراوح ما بين 10 آلاف و15 ألف يورو. وصرحت صبرينة انها لم تشتر كل اللوازم وخصوصا فيما يتعلق منها بالالبسة التقليدية التي يجب ان ترتديها يوم الحفل وأضافت ان التقاليد تفرض على العروس الجزائرية أن ترتدي أكثر من ستة اثواب واغلبها تمثل ثقافة وتقاليد الاسر الجزائرية.. وأبدت صبرينة رغبتها في الظهور يوم حفلها بأجمل مظهر اذ ان هذا الحفل لن يتكرر مرة اخرى حسب قولها. ورغم موضة الفساتين الأوروبية التي اكتسحت الاسواق والمحلات الا ان العروس مضطرة يوم الحفل الى الظهور بألبسة تحافظ على التقاليد الجزائرية عملا بالمثل الشعبي الجزائري القائل الجديد حبو والقديم لا تفرط فيه وهذا المثل الشعبي ينطبق تماما على الزخم والتنوع الموجود في ساحة الألبسة الخاصة بالأعراس التي زينت واجهات الألبسة النسائية والتي نرى في ظاهرها المحافظة على المسحة والخصوصية التقليدية الجزائرية الممزوجة بصبغة عصرية أوروبية.فالعروس ترتدي فساتين مختلفة الصنع وحسب تقاليد اغلب مناطق الوطن من اللباس التقليدي العاصمي وهو لباس ترتديه العروس التي تقطن بالعاصمة ويعرف باسم الجبة العاصمية ويتراوح ثمنه ما بين 100 و140 يورو واللباس التقليدي القبائلي وهو خاص بمنطقة القبائل الكبرى رف باسم جبة 70 و110 (يورو). هناك ايضا اللباس الذي ترتديه العروس في منطقة الشرق الجزائري ومشهور باسم قندورة الفرقاني حيث اخذت التسمية من اسم محمد الطاهر الفرقاني أب موسيقى ومدرسة الفن الشعبي المألوف بالشرق الجزائري بالاضافة الى لباس تقليدي وهراني وفق تقاليد منطقة الغرب الجزائر كما ترتدي العروس الجزائرية البسة اخرى تبعا لمناطق مختلفة كمنطقة الاوراس بالشرق الجزائري حيث ترتدي العروس لباسا معروفا باسم ملحفة شاوية وترتدي معه كل الحلي الخاصة بالمنطقة المصنوعة من الفضة ومن جهتها أكدت جميلة وهي فتاة مقبلة على الزواج أنها سترتدي أربعة فساتين فقط يوم عرسها وهذا بسبب غلائها في المحلات والأسواق.. وقالت إنها سترتدي ألبسة تقليدية بالإضافة الى فستان عصري تبعا لموضة هذه السنة معربة عن اتباعها للموضة كأي عروس. وأكد محمد صاحب محل بيع فساتين الأعراس بقلب العاصمة الجزائرية أن الإقبال على الفساتين كبير جدا خصوصا في شهري يوليو وأغسطس وهي الفترة التي تكثر فيها الأعراس.. وأضاف ان المقبلين على الزواج يفضلون هذه الفترة لأنها فترة عطلة سنوية وتماشيا مع موضة الألبسة الخاصة بالأعراس التي تظهر بشكل كبير وملفت للانتباه في هذا الفصل وعن الزبائن يقول محمد انهم يختلفون ما بين نساء ورجال ولكن الغالبية نساء بحكم نوع التجارة التي أمارسها وأحيانا يكون الزبائن زوجين أو مقبلين على الزواج أو نساء تردن حضور الحفلات واختيار احسن واجمل الفساتين، وأما الأسعار يقول محمد انها ليست في متناول جميع الطبقات لهذا اتخذ طريقة البيع بالتقسيط على ان يتم شراء الفستان من طرف الزبونة في ظرف أقصاه أربعة اشهر. وحول هذه العملية تقول إحدى الزبونات انها اشترت ثلاثة فساتين من هذا المحل بطريقة التقسيط منذ شهر أبريل حتى يتسنى لها دفع كل المبالغ قبل موعد الزواج والا فلن تتمكن من ذلك، كما أضافت ان الموضة يجب أن نتبعها لكن التقليدي يجب المحافظة عليه لأنه يمثل الخصوصية الجزائرية والتي تتنوع من منطقة الى أخرى. وأجمعت العديد من الفتيات والنساء على أنه لا توجد ألبسة احسن من اللباس التقليدي لانه يمثل عمق الثقافة والتقاليد الجزائرية ويحافظ عليها من الاندثار والزوال.