ما الفارق بين الكرة الأوروبية والكرة الآسيوية في العصر الحديث؟ ها نحن شاهدنا الحدثين في هذا العام الجاري.. بطولة أمم أوروبا وبطولة أمم آسيا ومن قبلها تابعنا بطولة أمم افريقيا.. وكوننا آسيويين فسوف نطلق العنان لتقييم كرتنا الآسيوية بالمقارنة مع الكرة الأوروبية. الفارق كبير وشاسع بين الكرتين، فاللاعبون الأوروبيون محترفون.. واللاعبون الآسيويون شبه أنصاف محترفين، فيهم الذي يلعب محترفا وفيهم العامل والموظف والمراسل وحتى الفراش والسائق والجندي. كلمة الاحتراف بمعناها الحقيقي تكشف سوء التخطيط لمعظم الدول الآسيوية باستثناء بسيط في كوريا الجنوبيةواليابان والصين وايران بينما السواد الأعظم لبقية الدول هم من اللاعبين الكادحين على حد تعبير الكاتب المسرحي الزميل يوسف الحمدان. الكرة الآسيوية برمتها لم تصل إلى درجة الاحتراف بنسبة 100% ومن المفارقات المذهلة ان يتمكن منتخبنا الوطني من التفوق على الصينيين واليابانيين وكل لاعبيه من الكادحين العاملين، ليس التفوق بالنتيجة انما المقارعة بمعنى التهديد بالفوز أو الخسارة لفارق هدف كما حدث أمام اليابان 3/4 والصين .2.2 في بعض المنتخبات الآسيوية غير دول الشرق الأقصى تجد لاعبا أو لاعبين ينطبق عليهما الاحتراف مثل علي كريمي وعلي دائي (ايران) في حين تجد البقية الباقية كادحين في ملاعب الكرة. اللاعب المحترف في أوروبا تجده (منغنغا) ومؤمنا عليه ضد الإصابات والعجز وهو أعلى اسلوب احترافي أوروبي كما ان لياقته البدنية عالية لأنه أسس منذ الصغر تأسيسا صحيحا.. عكس اللاعب الآسيوي الذي يفتقد الاستقرار الوظيفي ولا يحمل المؤهلات العالية وثقافته محدودة ضعيفة لدرجة تجعله يتلعثم في الحديث مع الصحافة وهو غير لائق بدنيا ويفقد الطاقة في نهاية الوقت الأصلي للمباراة ولا يتحرك في الملعب في الشوطين الإضافيين بسبب سوء الإعداد ونقص المواد الغذائية الهامة التي تمنح عضلاته الطاقة المطلوبة. المنتخب السعودي فاز بالبطولة الآسيوية ثلاث مرات لكنه خرج من الدور الأول في البطولة الأخيرة وعندما لعب أمام ألمانيا في كأس العالم عام 2000 تلقى هزيمة منكرة فالمقارنة تبدو شاسعة بين بطل آسيوي ومنتخب أوروبي للأسباب الاحترافية والأسباب الأخرى الكثيرة. الكرة الآسيوية العربية بالذات في حاجة شديدة للدراسة الدقيقة، فاللاعب العربي الكادح حسب وصف يوسف الحمدان وهو وصف صحيح ودقيق لا يمكنه مقارعة الكرة الاحترافية أو شبه الاحترافية حتى لو أسقيناه زلال الأرض وألبسناه الذهب وأغدقنا عليه المال من كل حدب وصوب ما لم يتأسس التأسيس الاحترافي الصحيح. *اخبار الخليج البحرينية