أكد تقرير بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) في الكويت حول أسواق دول مجلس التعاون الخليجي خلال شهر يوليو الماضي انه بغض النظر عن الاضطرابات المتصاعدة في العراق، فقد سيطرت أرباح النصف الأول على المشهد المالي في اقليم دول مجلس التعاون الخليجي. وفي ظل مزيج من التساؤلات حول تقييم أسعار الأسهم وامكانية استمرارية سباق التوسع الذي استمر على مدار عامين في الاقليم، فقد أشاعت الأرباح القوية المحققة خلال النصف الأول من العام جواً من التفاؤل وكانت بمثابة دفعة لتحقيق أرباح اضافية. في الوقت الذي تسلطت فيه الأنظار على إعلان الشركات لأرباحها، أدى ظهور عدد من التقارير المشجعة عبر الاقليم الى دفع الأسواق لمستويات أعلى خلال شهر يوليو ، فباستثناء سلطنة عمان، حققت باقي أسواق اقليم مجلس التعاون الخليجي المالية أرباحاً. وقد استطاع سوق الأوراق المالية الكويتي ان يتخلص من كل خسائره المتراكمة خلال شهر يوليو (+5.1 في المائة) مستعيناً في ذلك بالأرباح القوية وعودة الثقة التي كانت سمة التداول في عام 2003 كما خرج من الخسارة الى تحقيق الربح قبل نهاية الشهر. ونتيجة لذلك، نجد ان جميع أسواق مجلس التعاون الخليجي حققت أرباحاً. كذلك دفع المناخ المشجع في سوق الأوراق المالية السعودية مسجلاً 8.1 في المائة ربحاً خلال شهر يوليو و39.2 في المائة خلال العام دفع ذلك السوق الى ريادة كل أسواق الاقليم، متخطياً سوق الأوراق المالية القطري بالرغم من مواصلة الأخير لتعويض خسارته محققاً ما يقرب من 3،9 في المائة ربحاً خلال الشهر. كذلك واصل سوق الامارات العربية المتحدة مسيرته الناجحة خلال شهر يوليو متخطياً حاجز 6،000 نقطة خلال الشهر، لكنه تراجع أدنى منه ثانية قبل نهاية الشهر، وبالرغم من ذلك فقد استطاع تحقيق أرباح بمقدار 6.8 في المائة خلال الشهر وبنحو 30.3 في المائة منذ بداية العام. وبتحقيق كل من سوق الامارات والسعودية تقدماً سريعاً خلال شهر يوليو ، فقد تخطت بذلك ثلاثة أسواق في الاقليم مستوى 30 في المائة. كذلك فإن التصحيح الهامشي الذي يقوم به سوق الأوراق المالية العماني والذي قضى على الأرباح المحققة خلال الأشهر الستة السابقة قد طال انتظاره، فالسوق العماني الذي ظل محجوباً عن الأضواء مراراً وتكراراً من خلال نظرائه الأكبر حجماً، قد أحرز تقدماً ملحوظاً، ولا يوجد داع للقلق بسبب الانحدار البسيط الذي سجله خلال شهر يوليو، حيث ان السوق سوف يرتفع مرة أخرى فور الإعلان عن خطط الخصخصة وعروض الاكتتاب الأولية. وتوقع تقرير "جلوبل" ان تستمر القوة الدافعة التي بدأت في شهر يوليو في دفع أسواق المنطقة للأمام خلال شهر أغسطس. وقد أدى ارتفاع أسعار النفط العالمي عن المعدل المتوقع والزيادة الهائلة في ربحية الشركات الى تكوين خلفية مساندة للأسهم، هذا ونتوقع ان يؤدي استمرار تدفق ربحية الأسهم خلال شهر أغسطس لتحقيق مزيد من الأرباح. ومع ذلك فسوف تلعب الثقة المتحسنة دوراً في قيادة السوق أكبر من ذلك الدور الذي سيلعبه الطلب المتزايد على الأسهم خلال شهر اغسطس. حيث وصل فصل الصيف الآن الى ذروته ويفضل المستثمرون من واقع الخبرة التاريخية الاجازات على المعاملات التجارية. وبالرغم من ذلك، من المحتمل ان يزيد معدل التداول على الأوراق المالية على أسهم معينة، والتي تفوق ربحية شركاتها توقعات المستثمرين.