ما يحدث في دارفور صورة مريعة عرفتها من تجربتى الشخصية وزيارتى للمنطقة، مع أرتفاع عدد ضحايا القتل والتشريد والاغتصاب والجرائم الأخرى. الحكومة السودانية متهمة بأنها تتجاهل مسئوليتها الأولى وهي حماية مواطنيها. ونبه إلى ما سيجلبه موسم الأمطار من مصاعب للمواطنين ومنظمات الإغاثة على حد سواء. ونحذر من احتمال أن تؤدي مشكلة دارفور إلى زعزعة الاستقرار في الدول المجاورة، متهما الحكومة السودانية بتبني سياسات تشيع الاضطرابات وتغذي نار النزاعات العرقية. ونقترح عدة خطوات من شأنها نزع فتيل المشكلة في دارفور، وأولها توفير حماية ملائمة للاجئين، والتقيد بقرار الأممالمتحدة رقم 1556 الداعي إلى نزع سلاح ميليشيا الجنجويد وتقديم مرتكبي الجرائم للعدالة، فضلا عن السماح التام لموظفي الإغاثة بأداء مهمتهم. وندحض حجة الحكومة السودانية بأنها لا تستطيع الوفاء بالتزاماتها بحلول الموعد المحدد، الدليل إمكانها عمل ذلك في أيام معدودة. إن مشكلة دارفور مشكلة إقليمية تستدعي حلا إقليميا يكمن في الاستعانة بقوات الاتحاد الأفريقي التي بدأت فعلا في الانتشار بالمنطقة. بيد أن فريست اقترح أيضا الاستعانة بقوات من الحكومة السودانية وأخرى تابعة للجيش الشعبي لتحرير السودان، لكون الأخيرة خبرت المعاناة وتعرف أنجع السبل لمساعدة أهل دارفور. أما دور المجتمع الدولي فيقتصر على تقديم الدعم اللوجستي إذا استدعت الضرورة. إن خبرتى في مجلس الشيوخ الأمريكي وفي مجال الطب تجعلنى على قناعة تامة بأن الوقت ليس في صالح مواطني دارفور ولا دول المنطقة، ولذلك يتعين التحرك قبل فوات الأوان.