الاختلافات جوهرية بين رؤية الرئيس بوش وكيري لسياسة الولاياتالمتحدة الخارجية ونحذر من الوقوع في فخ توقع الكثير من كيري في هذا الشأن. والسبب انسحاب إدارة الرئيس بوش من معاهدة كيوتو (المعاهدة البيئية التي تهدف إلى التقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري) ومعاهدة منع انتشار الصواريخ البالستية التي وقعت عام 1972 وحرب تحرير العراق أثارت حفيظة حلفاء الولاياتالمتحدة وأفقدتها تأييد المجتمع الدولي. ان فرصة كيري أكبر لفتح صفحة جديدة مع الحلفاء وإصلاح ما أفسده بوش. ولكننا نرى عدم واقعية وعود كيري بالعمل على إقناع حلف الناتو على نشر جزء كبير من قواته في العراق كجزء من قوات حفظ السلام هناك، معللة ذلك بأن تلك القضية تخص الحلفاء أكثر مما تخص الولاياتالمتحدة. المناخ العام في دول الناتو يعارض الحرب في العراق، وعدم قدرة أي من القادة المتشبثين بالسلطة كجيرهارد شرودر في ألمانيا على سبيل المثال، على إغضاب الناخبين في الانتخابات المرتقبة بالدعوة إلى نشر قوات في العراق في الوقت الذي تنتشر فيه قوات الناتو في مواقع مختلفة في العالم كأفغانستان والبلقان. ان اقتراح كيري بالاستعانة بقوات من الدول الإسلامية في العراق وهو الاقتراح نفسه الذي عرضته السعودية مؤخرا وتلقى قبولا واسعا من العالم الإسلامي. غير أنها تحذر من أن يؤدي تصاعد أعمال العنف هناك خلال الشهور المقبلة إلى إحجام تلك الدول عن قبول الاقتراح لما قد يحمله نشر قوات في العراق من مخاطر. الا اننا نرجح أن يؤدى إصلاح العلاقات مع الحلفاء الى تغير جوهر سياسة الولاياتالمتحدة الخارجية وزيادة التعاون في مجال الاستخبارات بالإضافة إلى اتساع نطاق المشاركة في إعادة اعمار العراق وتدريب قوات الأمن العراقية غير انها تؤكد على ان اقناع الحلفاء بنشر قوات هناك هو أمر بعيد المنال.