برهنت نتائج دراسة جديدة نظمت تحت عنوان "الوجهة اللاسلكية" والتي أجرتها وحدة "إكونوميست إنتليجنس" لصالح شركة إنتل وشارك بها أكثر من 600 موظف في عشر دول أوروبية وشرق أوسطية، على التأثير المتزايد للعولمة والتقنيات اللاسلكية على ممارسات الأعمال وثقافة المكاتب. وقد أفادت نتائج الدراسة، التي تم توقيتها لكي تتزامن مع طرح أحدث مجموعة من معالجات إنتل بنتيوم ام المصممة لتعزيز اداة تقنية انتل سنترينو المتنقلة، أن هناك حاجة متنامية لكي يعتمد الموظفون أسلوباً أكثر مرونة في حياتهم المهنية. وفي تحول واضح بعيداً عن ثقافة العمل التقليدية التي تحتم التواجد في موقع العمل من الساعة التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساء، فإن ممارسات الأعمال القديمة تتغير الآن وتتجه نحو تبني التقنيات المتنقلة التي تُمكَن المستخدمين من أن ينظروا إلى وظائفهم على أنها نشاط يقومون به وليس مكانا عليهم التواجد فيه. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الموظفين يقضون وقتاً أكبر خارج المكتب وأن يوم العمل بات أطول وأكثر تجزءاً، وعندما طُلب من المشاركين في الدراسة تحديد نسبة الوقت الذي يقضونه في العمل خارج المكتب في أيام الدوام العادية، كانت الإجابة حوالي ثلث اليوم 33.2بالمائة، ويتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى أقل من النصف بقليل 42.4بالمائة في السنتين المقبلتين. وهذا التحول سببه الحاجة المتزايدة لمزاولة الأعمال عبر الحدود بالتعاون مع الزملاء في مكاتب وبلدان أخرى حيث أشار حوالي ثلثي 61 بالمائة المشاركين في الدراسة إلى كونهم باتوا يعملون أكثر فأكثر كجزء من فريق افتراضي، وفي تحول يأخذ الموظفين بعيداً عن روتين العمل اليومي الذي يتعاملون فيه مع وجوه مألوفة في المكتب كل يوم، قال أكثر من ثلث - 37بالمائة - المشاركين في الدراسة أن وسيلة التفاعل والتواصل الأولى مع الزملاء هي التواصل عن بُعد مما يؤكد على أن "موقع ممارسة الأعمال" بات أقل أهمية الآن. وقد تبين من الدراسة أن أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين فيها يسافرون بشكل منتظم بغرض العمل، ومن أبرز المحفزات على هذا الاتجاه انضمام دول جديدة إلى الاتحاد الأوروبي مؤخراً والحاجة إلى استغلال الفرص الجديدة التي تنشأ جراء هذا التوسع. وللتكيف مع هذه التغييرات، يتبنى الموظفون أساليب العمل الجديدة حيث يدعي غالبية المشاركين في الدراسة أن إنتاجيتهم تزيد 19بالمائة أو أن إنتاجيتهم لا تقل عن 49بالمائة أثناء العمل خارج المكتب مما لو كانوا يعملون داخل المكتب. ويؤكد حوالي ثلاثة أرباع المشاركين 73بالمائة أنهم يرتاحون للعمل عن بُعد تماماً كما لو كانوا متواجدين في المكتب. وعند التركيز على مزايا الإنتاجية المحسنة والأداء المحسن، أشار أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين إلى أن مزاولة الأعمال عن بُعد تمنح الشركات قدرات تنافسية أفضل في مواجهة منافساتها 83بالمائة مما يمكنها من تقديم خدمة عملاء أفضل 88بالمائة، ومن المزايا المهمة الأخرى التي أشار إليها المشاركون في الدراسة والتي تنتج عن ممارسة العمل عن بُعد، تقليص الوقت الميت أو غير المُنتج أثناء التواجد خارج المكتب. وكنتيجة لكل هذه التطورات، فإن تبني التقنيات المتنقلة بين موظفي الشركات وصل إلى معدلات غير مسبوقة حيث تستخدم الغالبية العظمى - 82 بالمائة - من الموظفين حالياً جهاز كمبيوتر حضني أو تعتزم استخدام - 13بالمائة - جهاز كمبيوتر حضني في السنتين المقبلتين، كما أن الزيادة في أعداد "النقاط الساخنة" تساعد أيضاً على دفع جهود تبني التقنيات اللاسلكية، فقد أظهرت الدراسة أن أكثر من ربع - 27 بالمائة - المشاركين يستغلون حالياً هذه التقنيات ونصفهم - 44 بالمائة تقريباً - يتوقعون استخدام النقاط الساخنة في السنتين المقبلتين، يُذكر أن إنتل تحققت من صلاحية وتوافق 32.000 نقطة ساخنة حول العالم حتى الآن. قال مايك بونيللو، مدير تسويق الحلول المتنقلة في إنتل أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا: "تعكس نتائج الدراسة التحول المهم في عقلية موظفي الشركات الذين يسعون للتكيف مع التغييرات في بيئات عملهم، وتظهر نتائج الدراسة أنه في كل الشركات التي شملتها الدراسة، يتبنى العاملون التقنيات الجديدة لكي يتكيفوا مع متطلبات بيئات العمل التي تتزايد صعوبة يوماً بعد يوم، وأحد أكبر التحديات الجديدة التي تواجهها الشركات في الوقت الحاضر هي كيفية إدارة فريق عمل يزداد تفككاً والذي لم يعد مقيداً بموقع عمل واحد أو مكتب واحد". وفي تعليقه على نتائج الدراسة، قال اندرو بالمر، كبير المحررين في وحدة "إكونوميست إنتليجنس": "تعكس النتائج الاتجاه السائد نحو العمل المستقل والذي تحتمه الحاجة المتزايدة للعمل عبر مناطق زمنية وجغرافية متعددة. ومن المرجح أننا سنشهد في السنوات المقبلة المزيد من التغييرات في عادات وممارسات الأعمال مع تحول الشركات إلى اعتماد فرق عمل أكثر مرونة واستقلالية".