أعمال العنف والفظائع التي لا يزال يتم ارتكابها يوميا ضد المدنيين الأبرياء في دارفور وتتأكد من مصرع مئات الآلاف نتيجة لها والمخاطر التي يتعرضون لها. المهم استمرار الضغوط الدولية على حكومة الخرطوم حتى تذعن وتتخذ خطوات حاسمة لإنهاء العنف في دارفور بنزع أسلحة ميليشيات الجنجويد هناك. وان مجهودات الولاياتالمتحدة لحل أزمة في دارفور قبل استفحالها أدت الى حث المجتمع الدولي على العمل لحل النزاع بين شمال وجنوب السودان وإنهاء الحرب الأهلية بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان. ويعتبر الرئيس بوش أول رئيس يطالب الحكومة السودانية بوقف العنف ومن ثم قيام الولاياتالمتحدة بدور الوسيط حتى تم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة والجماعات المسلحة المعارضة في دارفور. ان زيارتى للسودان في يونيو الماضي والتي أوصلت فيها رسالة واضحة من الرئيس بوش للرئيس السوداني البشير بضرورة اتخاذ الحكومة السودانية خطوات حاسمة لحل أزمة دارفور من خلال وقف العنف الذي تمارسه ميليشيات الجنجويد ضد المدنيين هناك وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لهم بالإضافة الى التعاون مع مراقبي الاتحاد الأفريقي والدخول في مفاوضات جادة مع الجماعات المتمردة هناك. وتم إعطاء حكومة الخرطوم قائمة تضمنت 14 خطوة محددة من أجل حل الأزمة في دارفور وفي الوقت نفسه التأكيد على ضرورة التزام الجماعات المتمردة هناك باتفاق وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات مع الحكومة. ويجب هنا الاعتراف بازالة الحكومة السودانية للكثير من العقبات في طريق وصول المساعدات الانسانية وتعاونها مع مراقبي الاتحاد الأفريقي بالاضافة للموافقة على الدخول في مفاوضات جادة مع الجماعات المتمردة لحل الأزمة ولكننى اؤكد على انها لم تتخذ خطوات جادة وحاسمة من اجل انهاء العنف ضد المدنيين هناك. لهذا السبب قامت الولاياتالمتحدة بمشاركة ست دول بتقديم مشروع قرار لمجلس الامن الدولي يلزم الحكومة السودانية باتخاذ التدابير اللازمة لوقف العنف في دارفور خلال 30 يوما وينذرها بفرض عقوبات عليها قد تصل الى حد المقاطعة الاقتصادية في حال عدم قيامها بذلك. واننا نأمل ان تلتزم الحكومة السودانية بالعمل على نزع أسلحة ميليشيات الجنجويد في دارفور ونؤكد على مساندة المجتمع الدولي متمثلا في الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لها في هذا الشأن. وفى النهاية نؤكد ايضا على رغبة الولاياتالمتحدة في أن يصبح السودان موحدا ومزدهرا والى تطلعها بأن يتم التوصل لاتفاق سلام بين شماله وجنوبه وان يتمتع السودان في نهاية المطاف بنظام ديموقراطي يتوصل الى تطبيع كامل للعلاقات مع واشنطن.