شباب الجيل المعاصر - بجنسيه الذكور والاناث - مغرمون بكل جديد ومستحدث وبغض النظر عن السلبيات التي ترافق ذلك لاعتقادهم بان اقتناء كل جديد في المظهر الشخصي والمأكل والمشرب ووسائل الترفية ووسائط النقل والاتصال يجعلهم يعبرون عن شخصيتهم وذوقهم العام، وتجعل الفرد منهم متميزا ومواكبا (للموضة) ومتطلبات العصر!! الواقع يؤكد أن تكالب الجيل الحالي على اقتناء المنتجات الحديثة والكماليات يؤدي الى استنزاف اموال كثيرة ترهق اسرهم وتحرمهم من الصرف على الضروريات. (اليوم) استطلعت اراء عدد من الشباب حول هذه القضية. اتهام انثوي اعتبرت ليلى محمود ان الفتيات هن الاكثر اسرافا بسبب شراء المكياج ومستلزمات المظهر يحكمهن في ذلك فهم غريب. وقالت ان للمحلات التجارية دورا كبيرا في افتتان الشباب بما تعرضه من منتجات ويرجع ذلك الى طرق العرض المبهرة فيتهافت عليها الفتيات والشباب مما ينعكس بأعباء اقتصادية على اولياء الامور. واضافت محمود: ان الهواتف النقالة اصبحت المجال الارحب للتباهي والتقليد حيث يستخدمها البعض بمناسبة وبدون مناسبة!! جيل مسرف اما خالد الغامدي فيقول: الجيل الحالي يسرف كثيرا بسبب الاغراءات المادية المتوافرة مع تزايد اوقات الفراغ والملل والروتين فيحاولون تبديد ذلك بكثرة ارتياد المطاعم وصالات البلياردو والاسواق والاماكن الترفيهية التي تتطلب صرفا ماليا كثيرا. ولم يعد مبلغ (1500) ريال يكفي الشاب كمصروف شهري حيث تطورت الحياة واصبحت مكلفة فهنالك الملابس والعاب الكمبيوتر والسلع المكملة لمتطلبات المظهر وبالتالي ارى ان الشاب هو الاكثر اسرافا لانه يخرج من المنزل كثيرا، اما الفتاة فلاتخرج الا مع والدتها واخواتها مرة كل اسبوع تقريبا. وبناء على ذلك فحرية الخروج والاختيار للشباب اتاحت لهم سبل التبذير في الصرف. أين الرقابة؟! جيزاء عباس يقول: تنحصر المشكلة في عدم رقابة اولياء الامور على ابنائهم الذين يستغلون حرية الخروج بطريقة سلبية فتتزايد مصروفاتهم، لذلك اتمنى ان تكون هناك رقابة دائمة وتدقيق مستمر لاوجه صرف ابنائهم للمبالغ المالية، ويؤكد ان المصروف الشخصي للشباب يتجاوز الالفي ريال شهريا وذلك بسبب الفراغ العريض، فالشباب في الماضي كان يدرس ويعمل كعضو منتج في اسرته اما الان فيعاني الفراغ ولذلك سيطرت عليه المظاهر وارتفعت بالتالي تكاليف اتصالاته الهاتفية خاصة الجوال، اضافة الى تزايد مصروفات الملاهي والمتنزهات. تركيبة نفسية نخلص الى ان الشباب المسرفين في الانفاق على مظهرهم يعتقدون ان شراء مختلف (الماركات) التجارية يعكس مستوياتهم المادية والاجتماعية ويميزهم عن غيرهم ويستوي في هذا الاعتقاد متوسط الدخل والاغنياء علما بان متوسطي الدخل اصبحوا يقلدون الاغنياء ويخلطون في المظاهر لدرجة ان ذلك اصبح جزءا من تركيبتهم النفسية، كما توصلت (اليوم) الى ان الاعلان وما يحتويه من اغراءات خاصة في التنزيلات يلعب دورا كبيرا في جذب الشباب الى السير في ركاب (الموضة) والمنتجات الحديثة حيث تخطى الامر (جديد) الملابس والاحذية وقصات الشعر الى الجديد في (موديلات) السيارات والهواتف النقالة وغيرها مما يتطلب وقفة من اولياء الامور اذ ان مواكبة العصر تكون فيما يفيد فقط وليس ترك حبل الحرية ملقى على قارعة الطريق!!