شهدت المملكة الاردنية مساء امس الاول انقطاعا كهربائيا شاملا هو الاول من نوعه في تاريخ البلاد، الا ان التيار الكهربائي عاد بشكل طبيعي ليل الاثنين الثلاثاء في حين تناقضت التصريحات الرسمية حول اسباب هذا الانقطاع. وقال المدير العام لشركة توليد الكهرباء عبد الفتاح النسور في تصريح لصحيفة الدستور المحلية امس الثلاثاء، ان مشكلة انقطاع التيار الكهربائي امس الاول بدأت مع انخفاض ضغط الغاز المغذي القادم من مصر لمحطة كهرباء العقبة الحرارية وادى الى فصل المحطة بالكامل. من جانبه قال رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نادر الذهبي ان الخلل يرجح ان يكون ناجما عن امور فنية تتعلق بانخفاض ضغط الغاز في الخراطيم الفرعية التي تستقبل الغاز من المصدر الرئيسي القادم من مصر. وفي القاهرة قال مسؤول في وزارة الكهرباء والطاقة لوكالة فرانس برس مساء امس الاول ان الطلب المتزايد من قبل الاردنيين ارغم الجانب المصري على وضع حد لتغذية الاردن بالكهرباء. وادى هذا العطل الى شل الحركة في الاردن بالكامل لفترة تتراوح بين سبعين دقيقة وثلاث ساعات في حين انهمك رجال الدفاع المدني والاطفاء في انقاذ الاشخاص الذين علقوا في المصاعد وانتشرت قوى الامن في الشوارع لمنع السرقات. وادلى وزير الطاقة والثروة المعدنية عزمي خريسات صباح امس بتصريحات مناقضة للتليفزيون الاردني الرسمي، نافيا وجود انقطاع بالتزويد بالغاز المصري ومؤكدا ان العطل لأسباب فنية ولا علاقة له بالتزويد. وردا على سؤال حول تصريح المسؤول المصري لوكالة فرانس برس، قال خريسات: هذا الكلام غير صحيح. وقد اعلنت الوزارة عن تشكيل لجنة فنية من مسؤولين كبار في القطاع وفي وزارة الطاقة للتحري حول اسباب هذا الانقطاع. يشار الى ان محطة الحسين في العقبة، 360 كلم الى جنوبعمان، تغذي القسم الاكبر من البلاد بالكهرباء. وكان مسؤول اردني رفض الكشف عن هويته قد اكد ان الامداد بالغاز ومصدره مصر انقطع لاسباب تقنية على ما يبدو الامر الذي ادى الى توقف المحطة. واضاف: اذا عاد الامداد بالغاز فستعمل المحطة من جديد بشكل طبيعي وسيعود التيار . ويستهلك الاردن كمية 580 ميغاوات من الكهرباء من محطة توزع الكهرباء المصرية. وينقل الانبوب الذي يصل طابا المصرية بالعقبة الغاز الطبيعي المسال ويسمح للاردن بالحصول على كمية 1ر1 مليار متر مكعب من الغاز سنويا مخصصة لمحطة العقبة الحرارية التي حولتها شركة الستوم الفرنسية للعمل على الغاز.