@@ لا اقسى.. ولا اعنف.. ولا اشد من ظلم الانسان لأخيه الانسان.. واذا حل الظلم بأرض قوم حاق الدمار بهم وتشتت شملهم.. وساد اشرارهم.. وتفككت اواصر صلاتهم وارحامهم.. وعاث الرعاع فسادا في اوطانهم. @@ وما حدث في ارض العراق على مدى اكثر من ثلاثين عاما مضت يؤكد ان الظلم والقهر والبطش والتسلط قد حلت بأرض العراق.. فاستحلت اعراضهم.. ونهبت خيراتهم وازدادت فرقتهم وتوسعت خلافاتهم.. وذبح شيوخهم وشبابهم.. وزج الى السجون والمعتقلات ساستهم وخيارهم.. وعقلاؤهم. @@ وعندما جاء المحتل.. الطامع في خيراتهم ازدادت الامور جورا وظلما.. وتبدل ظالم من اهلهم بظالم غريب من خارج ارضهم.. فحصد بقنابله وطائراته الارض ومن عليها.. ودخل العراق مختالا مزهوا بجبروته وقوته وسطوته فهدم البيوت على رؤوس اهلها.. ودمر.. المؤسسات والوزارات ودور العلم.. والمتاحف والجامعات.. وسرح الجيش والشرطة والموظفين مدنيين وعسكريين.. واشاع الفوضى والنهب والسلب والقتل وكأن ثلاثة عقود من المهانة والذل لم تكف شعب العراق من حكامه السابقين فجاء من يزيد عذابه عذابا وبؤسه بؤسا.. وقهره قهرا فرأينا بأعيننا كيف يعامل الجنود اسراهم من العراقيين في سجن ابوغريب وما خفي كان اعظم.. فهل هذه هي سيدة الحرية التي ينشد ابناء العراق على ايديها الخلاص من عبوديتهم وذلهم ومهانتهم.. وهل قتل الابرياء.. سواء على ايدي جنود الاحتلال او من يدعون تحرير بلادهم.. هي السبيل الى الحرية؟ وكيف يقتل الاخ اخاه وجاره.. ويستبيح دمه. وهل مقاومة المحتل الغاصب.. لا تأتي الا بقتل الاطفال والنساء وتفجير المنشآت الامنية والبترولية.. وكيف تدمر ارضك بيدك، وألا يكفي ما دمره الغزاة في حربهم ضدكم.. ومن سيبني العراق ويعيد امجاده ويرسي دعائم امنه وامانه غير ابنائه.. فهل قدر لهذا العراق الموت على يد الغرباء.. والاقرباء.. واهله معا؟ @@ ان ما نشهده صباح مساء من دمار وقتل وتفجيرات في العراق يؤكد من جديد.. ان هذا البلد العرين ما ان يخرج من كارثة وحرب ودمار الا الى كارثة اخرى اشد واعنف دمارا من سابقتها.. وترى هل انتهت الحرب.. بدخول قوات الحلفاء الى العراق ام انها بدأت بشكل اشد واعنف مما نتصور؟ هذا مايجيب عنه واقع الحال في العراق اليوم.. ولا ازيد!!