حذر د. فتيح بيرول، الاقتصادي بالوكالة الدولية للطاقة، من أن استمرار ارتفاع أسعار النفط يهدد نمو الاقتصاد العالمي. وقال بيرول إن ارتفاع أسعار النفط قد يؤدي إلى تباطؤ توقعات النمو العالمي. وكانت أسعار النفط قد ارتفعت إلى أعلى معدل لها حيث وصل سعر برميل النفط الخام في تعاملات البورصات الأمريكية إلى 44.33 دولار الأربعاءالماضى. ويقدر بيرول تراجع الناتج المحلي الإجمالي في دول العالم بمقدار 0.5% أو ما يعادل 255 مليار دولار في حالة وصول متوسط سعر النفط إلى 35 دولارا للبرميل خلال العام الحالي. قال بيرول إن أكثر الدول عرضة للتأثر بالارتفاع في أسعار النفط هي الدول التي تعتمد بصورة كبيرة على واردات النفط خاصة في أوروبا والدول النامية. وقال بيرول إن استمرار ارتفاع أسعار النفط ستكون له عواقب وخيمة . وأضاف ما لم تحدث زيادة حقيقية في إنتاج النفط من جانب الدول المنتجة وفي حال استمرار التوترات السياسية فإننا قد نواجه المزيد من الارتفاع في الأسعار . وقالت الوكالة الدولية للطاقة، ومقرها باريس، إن استمرار ارتفاع أسعار النفط قد يقلص الناتج المحلي الإجمالي للدول ال 12 الأعضاء في اتفاقية العملة الموحدة اليورو بمقدار 0.5% خلال عامي 2004 و2005. وكانت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قد قدرت نمو الناتج المحلي الإجمالي لدول اليورو بمقدار 1.6% خلال العام الحالي و2.4% خلال عام 2005. وقال بيرول إن الدول النامية المستوردة للنفط هي الأكثر عرضة للتأثر جراء استمرار ارتفاع الأسعار. ومن المتوقع أن تشهد دول الصحراء الغربية بأفريقيا تراجعا يصل إلى 3% في الناتج المحلي الإجمالي. كما قدرت الوكالة الدولية للطاقة تراجع الناتج المحلي الإجمالي في اليابان والولايات المتحدة بنسبة تصل إلى 0.4% و0.2% على التوالي في حالة استقرار سعر برميل النفط عند 35 دولارا. وأوضح بيرول أن تزايد الطلب على النفط من جانب الدول الصناعية إلى جانب التوترات السياسية في الشرق الأوسط وروسيا فضلا عن عدم قدرة الدول المنتجة على زيادة الإنتاج جميعها عوامل تساعد على بقاء الأسعار عند مستوياتها المرتفعة. وكانت الوكالة الدولية قد قدرت المستوى المطلوب من زيادة الإنتاج ليتراوح بين 2 و3 ملايين برميل يوميا.