كشفت بيانات وزارة الطاقة الروسية أن انتاج روسيا من النفط وصل لأعلى مستوى منذ انتهاء الحقبة السوفيتية مسجلا 9.33 مليون برميل يوميا في تموز على الرغم من المخاوف من احتمال تباطؤ النمو بسبب النزاع بين شركة النفط الكبرى يوكوس والكرملين. وكانت قد أنتجت روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم 9.26 مليون برميل يوميا في. من جانبها حذرت يوكوس التي تنتج نحو خمس انتاج النفط الروسي من أنها قد تضطر لوقف الإنتاج إذا ظلت حساباتها المصرفية مجمدة ولم تتمكن من دفع رسوم التصدير، بينما تسعى السلطات الى تحصيل ضرائب متأخرة على الشركة حجمها 3.4 مليار دولار. وتتفاوت آراء المحللين حول توجه الكرملين الروسي فيما يبدو لتفكيك شركة يوكوس للنفط بين من يرى أنه يتماشى مع قواعد الاقتصاد المعمول بها في روسيا وآخرين يخشون من هيمنة الدولة على الاقتصاد. وعقب 9 أشهر على إيداع قطب النفط الروسي ميخائيل خودوركوفسكي السجن وتعرض شركته لضغوط قانونية شديدة لا يعلم المحللون إن كانت الحكومة تريد فقط القضاء على واحد من أباطرة المال كانت تخشاه أم بداية لهجوم واسع على سلسلة من أقطاب الاقتصاد. ويقول خبير استراتيجي في مكتب يو.إف.جي بلندن ان الناس تريد أن تعرف أساسا ما إذا كانت قواعد اللعبة بالنسبة للاقتصاد كما هي أم إن القواعد تغيرت، مبيناً أن الأمر المهم للأسواق في اللحظة الراهنة هو الغموض بمنأى عن صحة أي من التفسيرين. وقد تسببت الشكوك في دوافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حملته على خودوركوفسكي وشركته إلى تذبذب شديد في سعر سهم يوكوس، فيما ساعدت على ارتفاع أسعار النفط الخام الآجلة إلى مستويات قياسية في الأسبوع الماضي. وفيما يعتقد الكثير من المستثمرين والمحللين ان الكرملين يريد مصادرة ثروة خودوركوفسكي لإبعاده عن السياسة، ويرى آخرون أنها بداية حملة للدولة لإعادة السيطرة على أصول باعتها بأسعار رخيصة في التسعينات لحفنة من رجال الأعمال الذين أثروا ثراء فاحشا بين عشية وضحاها. ويتفق الكل على شيء واحد وهو أن بوتين أنهى رأسمالية التسعينات المنفلتة وأعاد فرض سلطة الدولة بروح ثأرية.