القرآن كتاب يسمو على أفكار البشر، ولم يستطع أحد حتى اليوم أن يأتي بمثله، وهو معجزة سماوية كبرى. هذا الكتاب الكريم يعتبر بين معجزات النبي صلى الله عليه وسلم أقوى سند حي على نبوة الرسول الخاتم محمد عليه الصلاة والسلام لأنه معجزة خالدة وعالمية ومعنوية. والقرآن الكريم حطم سدود الزمان والمكان، لأن معجزات الأنبياء السابقين وحتى معجزات النبي صلى الله عليه وسلم مسجلة على شريط معين من الزمان وواقعة في ساحة معينة من المكان وأمام جمع معدود من الناس، لكن القرآن الكريم لا يرتبط بالزمان والمكان فهو يطلع علينا اليوم كما طلع على عرب الجاهلية قبل قرون بل ان مرور الزمن زاد البشرية قدرة في العلم والامكانات لتستفيد منه أكثر من ذي قبل. ذلك لأنه لا يرتبط بزمان أو مكان: وبديهي أن الدين العالمي الخالد بحاجة الى مثل هذه الوثيقة العالمية الخالدة. أما الصفة المعنوية للقرآن فنفهمها حين ننظر الى معجزات الأنبياء السابقين ونرى أنها غالبا (جسمية) مثل: شفاء الأمراض الجسمية المستعصية، وتحدث الطفل في المهد، أما القرآن فيبعث في القلوب والنفوس الاعجاب والاكبار، إنه يتعامل مع الأرواح والأفكار والعقول البشرية، وواضح امتياز مثل هذه المعجزة على كل ما عداها. محمد عبدالله حسين المقرب