لا يخفى على المتابع لأحوال منطقة القصيم الحضارية أن بلدية الرس من أوائل البلديات بالمنطقة تأسيساً حيث افتتحت عام 1383ه، وكانت الحياة الحضارية في ذلك الوقت عادية ولم تصل طموحاتهم إلى ما وصلت إليه اليوم ولم يكن المجتمع يهتم بأمور البلديات لا الناس ورثوا تركة الحياة القديمة لآبائهم وأجدادهم وبعد تأسيس البلدية ما كان الناس يهتمون بما تقوم به البلدية من أنشطة أولية كالمراقبة والنظافة وهي البدايات الأولى لأنشطتها. وبعد مضي ما يقرب من أربع سنوات من إنشائها قامت ببيع أول مخطط أراض بالرس ( مخطط العزيزية) وذلك عام 1387ه، وبعده بأربع سنوات تم توزيع مخطط المنح الصريحة في حي الصحة عام 1389ه، وتلاه بقية المخططات في حي المطار والزهرة والدخل المحدود عام 1394ه وتخللها أول مخططات أهلية تجارية مخطط الأمير عبد الله الفيصل غرب السوق التجارية ومخطط الراجحي غرب البلد ثم عاد توزيع الأراضي من قبل البلدية عام 1400ه. وتوقف التوزيع حتى عام 1407ه وبدأ المواطن من ذوي الدخل المحدود يضعف أمله بالحصول على قطعة أرض منذ توزيع آخر مخطط عام 1413ه، بحي الحوازات وحتى الآن والمواطن ينتظر بشوق إلى أن تعلن البلدية عن توزيع مخططهم الذي طال انتظاره حيث اهتمت البلدية منذ فترة بالتركيز على المخططات الأهلية الباهظة الثمن ولديها مخططات جاهزة للتوزيع مثل المخطط الغربي القريب من المقبرة الجديدة على طريق المطية الذي يقدر عدده ب 1300 قطعة وسمعنا ان البلدية سوف توزعها على أصحاب المنح الصريحة والذين جلهم من الموظفين وهو يسعهم وذوي الدخل المحدود كما أن لدى البلدية مخططا شمال الكلية معتمد عدده 1200 قطعة أرض ولم يبق إلا تنزيله على الطبيعة وهناك مخطط ثالث غير جاهز يقدر بحوالي 300 قطعة شمال حي الجندل فلو تكرمت البلدية وقامت بتوزيع المخططين الجاهزين على ذوي الدخل المحدود وأصحاب المنح الصريحة لكان جميلاً وعمل تشكر عليه البلدية حيث انه ومنذ أن قامت البلدية بتوزيع المخططات والمواطن لا يزال بحاجة لقطعة أرض يتملكها ليبني عليها أملاً عريضاً ولأن الرس فيها كثافة سكانية كثيرة وتزداد الهجرة إليها من القرى المجاورة كل سنة وفيها مساحات من الأراضي الحكومية الواسعة. وقد مرت الرس بطفرة عقارية بعد افتتاح صندوق التنمية العقارية وسرعة تسليم القروض للمواطنين مما جعل البلد تتغير شكلها المكاني والعمراني، ثم ما لبث أن خفت هذه الطفرة بعد توقف توزيع الأراضي وتحركت الآن بعد ظهور المخططات الأهلية ولكنها لم تصل إلى المستوى السابق فالعرض الآن أكثر من الطلب، بسبب غلاء الأراضي وعدم توزيع أراضي ذوي الدخل المحدود وهم الغالبية العظمى في البلد. وإذا نظرنا إلى اتساع سوق الرس التجارية وتنوع نشاطاتها المختلفة الذي زاد في مردود البلدية المالي ولكنها ضعيفة من الناحية الرقابية الصحية والإنشائية. وحيث أن البلدية مرت بمراحل ثلاث: الإنشاء والطفرة والركود. ولا تزال البلدية متأخرة عن بلديات المنطقة بمراحل. لذا يتعين على البلدية إذا أرادت النجاح والسلامة من النقد وتقديم الخدمات للمواطن فعليها النظر في حساباتها وترتيب أوراقها من جديد وتقديم الخدمة الأهم قبل المهم والأوليات التي تهم المواطن كتوزيع الأراضي فمنذ عام 1413ه لم يتم توزيع أراض للمواطنين حتى الآن والذي يعيش أحباطا نفسيا ويعيش على آمال البلدية العريضة والتسويفية التي لم يجن منها غير الوعود؟ أملي أن يقرأ المسؤولون في بلدية الرس هذه المقالة ويوسعوا صدورهم على ما قلت ومن ثم يشرعوا في التخطيط السليم وتقديم خدمات راقية لمواطني الرس بسرعة لا يشوبها أي تسويف ويكون في مقدمتها توزيع المخطط الغربي الجاهز لأصحاب المنح الصريحة وذوي الدخول المحدودة والاهتمام بصحة البينة عموماً. ونتمنى أن تكون خدمات البلدية مواكبة لبلديات المنطقة والله الهادي إلى سواء السبيل. @@ قبلان بن صالح القبلان