ان أهم ما يجب أن تتذكره بعد مغادرة المستشفى إثر شفائك من نوبة قلبية هو أنك لست عاجزاً، فالقلوب تشفى كما تشفى العظام المكسورت، وكل شهر يمر عليك يحسن توقعاتك لصحة جيدة في المستقبل. ولقد أظهرت الإحصائيات أنه بعد مرور عشر سنوات على إصابتك بانسداد تاجي يظل عمرك المتوقع كما كان لو لم تصب بهذا المرض. بعد مرور بصفة أسابيع على مغادرة المستشفى سيطلب منك الطبيب إجراء سلسلة من الفحوص لتقييم مدى تأثير أي مرض في الشريان التاجي سبب النوبة القلبية التي إصابتك. تشمل هذه الفحوص أخذ رسم بياني كهربائي للقلب خلال الراحة وبعد ممارسة تمارين بدنية. وربما إجراء تخطيط للأوعية التاجية وتخطيط إيقاعي لنبضات القلب، تهدف هذه الفحوص إلى التحديد الدقيق لمقدار الضرر الذي لحق بعضلة القلب بسبب النوبة القلبية، ولاكتشاف أية أقسام ضيقة أو مسدوده في الشريانيين التاجيين. تبين نتائج الفحوص واحداً من الأمور الثلاثة التالية: أما أنك قد استعدت عافيتك بالكامل ولا تحتاج إلى معالجة إضافية، وأما أن من المستحسن إجراء عملية جراحية لك لتحسين تدفق الدم عبر الشريانيين التاجيين لمنع تكرار حدوث نوبات قلبية أخرى، وأما أن من الضروري أن تواظب على تناول أدوية لتخفيض الإجهاد المسلط على قلبك لمنع حصول حالات شاذة في إيقاع نبضات القلب. إذا أكد لك الطبيب أنك أصبحت في حالة صحية جيدة فلا يجب أن يمنعك شيء من ممارسة نشاطاتك العادية، ويمكنك استئناف العمل الذي كنت تقوم به قبل إصابته بالنوبة القلبية، إذ لا يوجد أي دليل جازم على أن ممارسة المريض قبل إصابته بالنوبة القلبية يحسن صحته. مع ذلك يمكنك أن تدخل على نمط حياتك بعض التعديلات التي يعتقد معظم الأطباء أنها تخفض خطر إصابتك بنوبات قلبية أخرى في المستقبل: 1- لا تدخن بتاتاً ولا تجلس قرب المدخنين. 2- حافظ على بقاء وزنك عند المعدل الطبيعي وتناول كمية أقل مما كنت تأكل في السابق وابتعد عن الدسم. 3- مارس تمارين بدنية بانتظام ونموذجياً يجب أن تمضي حوالي 20 دقيقة في اليوم في ممارسة نشاط بدني يرفع معدل نبضات قلبك إلى مائة ضربة في الدقيقة. 4- لا تتوقف عن تناول الأدوية التي وضعها لك الطبيب واحرص على تناولها بدقة. * استشاري أمراض القلب