تعد مصر المقصد السياحي المفضل لعدد كبير من السياح السعوديين، طبقاً لإحصائيات منظمة السياحة الدولية، حيث تستقطب سنوياً ما يزيد على 300 ألف سائح سعودي. وتتباين اهتمامات السائح السعودي في مصر، التي تسعى إلى توفير كل ما يتطلبه، من ترفيه، تراث، ثقافة، وتسوق. غير ان السعودي يواجه هناك بعض المعوقات، التي قد تقلص من فرص مصر في خطف مزيد من (كعكة) السياح السعوديين، فهناك الضرائب المتزايدة، وكذلك بعض حالات المضايقات التي يتعرضون لها، بالإضافة إلى التباين في الأسعار التي يشتري بها، مقارنة بشقيقه المصري. (اليوم) رصدت طبيعة أحوال السياحة السعودية في مصر، وحجمها والأماكن التي يفضلها السعوديون، والمشاكل التي تواجههم. التسوق سهل من خلال زيارتها المتكررة للأسواق المصرية تقول الدكتورة ليلى البسام: تجمعت لدي خبرة جيدة في التسوق هنا والاختيار، لذا لا أجد أي مشقة أو صعوبة في الذهاب مباشرة إلى المكان الذي أريد الشراء منه، خاصة أنني لا أهوى الذهاب للأسواق لمجرد الذهاب فقط، ولكن أرتادها للحصول على شيء ما، وقد استفدت كثيراً من الأسواق المصرية في أعداد مجموعتها التراثية، حيث إنني أنوي إعداد معرض للأزياء التراثية المصرية والعربية، بعد نجاحي في تنظيم وإعداد اكثر من معرض للملابس التراثية الخاصة بالمملكة ومدنها المختلفة، لتخصصي في هذا المجال. وتؤكد الدكتورة ليلى ان سمعة البائع وسلوكياته مع الزبائن، وعدم الغش هي من أهم الصفات التي تحرص عليها عند التعامل مع أي بائع، لذا فهي ترفض ان تتعامل في مصر مع أي محل يعرض سعرا مبالغا فيه للسلعة، ثم من بعد الفصال يتم تخفيض السعر، إذ ان هذا السلوك لا يعجبها لأنه يدل على الغش والخداع. غير ان البسام تثني على شوارع القاهرة ونظافتها، وتقول: أنا سعيدة جداً بالنظافة المنتشرة في شوارع القاهرة، وأتمنى الحفاظ على ذلك، لأن القاهرة مدينة غالية عليّ وعلى كل عربي. تلاعب في الأسعار أروى عبداللطيف الحمد (مصرفية) سعيدة أيضاً بالتواجد في ارض المعارض في القاهرة، ولكنها أكدت ان التخفيضات في الأسعار ليست كما في الإعلان عنها، حيث ان الأسعار في ارض المعارض هي نفس الأسعار خارجها. وتمنت أروى ان يكون التخفيض حقيقيا.. معربة عن رفضها فكرة البيع للعرب، سواء أكانوا سعوديين أو غير سعوديين، وبأسعار تختلف كل الاختلاف عن الأشقاء المصريين.. وقالت: في بعض الأحيان أنجح في إقناع البائع أو البائعة بكوني مصرية، ومن ثم أحصل على ما أريد، وفق السعر المناسب تماماً للسلعة. وهذا لا ينطبق على الجميع، فهناك من يتعامل مع الآخرين بكل أمانة، فعلى سبيل المثال تجولت في سوق الأعشاب الطبيعية، وحصلت على أعشاب تخسيس تنمو في جنوبسيناء ورفح، ووجدتهم يتعاملون مع الجميع سواسية، سواءً كانوا مصريين أو عربا أو سياحا أجانب، فكل منتج تم تحديد سعره مسبقاً، وهذا يريح البائع والمشتري من المفاصلة. موقف لا ينسى تعرضت هدى عبداللطيف شقيقة أروى في معرض القاهرة للسياحة والتسوق لموقف لا ينسى لمدة نصف ساعة، تقول عنه: كان عرضاً إجبارياً من مندوب مبيعات، يقوم بتسويق جهاز تسجيل ياباني صغير، إذ أنها فوجئت لمجرد وقوفها أمام ركن العرض الخاص بهذا الجهاز، إلا وقد قام المندوب وبمنتهى الإخلاص بعرض كل مزايا الجهاز، وبعد ان انتهى فوجئ بعدم رغبتها في الحصول عليه، لأنها لا تهوى التعامل على الإطلاق مع الأجهزة الحديثة المنتشرة، وقد فوجئت بحالة من الإحباط الشديد من مندوب المبيعات. وتتمنى هدى من كل مندوبي المبيعات عدم بذل مثل هذا الجهد غير العادي في عرض مزايا أي منتج من المنتجات قبل التأكد التام من رغبة المشتري في التعرف على تلك المزايا، لتوفير الوقت والجهد لكل من المشتري ومندوبي المبيعات في آن واحد، ومنعاً للإحراج. وبصفة عامة تثني هدى على فكرة مهرجان القاهرة.. وتؤكد ان اختيار توقيته مناسب جداً، لأنه لا يتعارض مع مهرجان دبي للسياحة والتسوق، التي تحرص عليه كل عام، كما يحرص عليه الكثير من السعوديين. الأكلات الشعبية تؤكد مروة عبدالله الموسى أخصائية تغذية أنها باعتبارها أخصائية للتغذية فلا تتعامل مع كل الأماكن السياحية بمعزل عن مهنتها وتخصصها، واكثر شيء يجذبها هو الطعام الشهي الجيد. وبصفة عامة تؤكد ان الأطعمة المصرية رائعة، وأجمل ما يميز الأماكن السياحية المصرية هو اعتزازهم بالأكلات الشعبية المصرية، مثل الكشري، البصارة، الفول، الطعمية والملوخية. اما الأماكن التي تحرص على الأطعمة السعودية فلا تسعى لها، لأنها ترى ان الأكل السعودي لا يتقنه إلا السعوديون فقط، وكذلك الأكل المصري، فكل مواطن يعتز بأكله، وأطعمته هو الأجدر دوماً على إعداده بصورة شهية. لبس العباءة وتؤكد أسماء عبدالله الطالبة في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الملك سعود على سعادتها بالتواجد في الأسواق المصرية، لأنها تشعر بأن كل إنسان في القاهرة حر في الالتزام بما يريد، لذا فهي سعيدة جداً لأنها تلتزم بلبس العباءة وغطاء الوجه، فالزي الإسلامي للمرأة في القاهرة من الأمور العادية جداً، ولا تجد أي مشاكل في هذا الأمر وهذا يسعدها. وحرصت أسماء على الحصول على مشتريات من كرداسة، التي تحرص على زيارتها، وتتمنى ان يحرص أصحاب المحلات فيها على تنفيذ تلك التصميمات المصرية والشعبية الرائعة بها على أقمشة اكثر جودة وثبات للون، لأن منتجات كرداسة مميزة، ولكن ما يعيبها هو اللون غير الثابت، والقماش الضعيف في بعض الأحيان.