أكدت سوق الأوراق المالية السويسرية في زيورخ SWX أنها تلقت دعوة مدير البورصة الألمانية في فرانكفورت، للتشاور حول تعميق التعاون بين الجانبين، إلا أن المتحدث باسم السوق أكد عدم وجود أية تصورات من الجانب السويسري حول طبيعة هذا التعاون. ومن المنتظر أن يبدأ المؤسسون للبورصة السويسرية وهم 55 بنكا ومؤسسة مالية في دراسة هذا العرض بجميع جوانبه، للوصول إلى قرار نهائي بشأنه. في المقابل، اكتفى المتحدث باسم بورصة فرانكفورت بتأكيد الخبر دون أية إضافات أخرى حول تصور البورصة الألمانية لشكل هذا التعاون المعمق مع نظيرتها في زيورخ وذلك في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية بعد يوم واحد من نشر المعلومة. إلا أن مراقبين يرجحون أن تكون الدعوة الألمانية قد جاءت مصحوبة ببعض الأفكار والمقترحات لهذا التعاون المشترك المعمق، إذ من غير المنطقي أن تكون الرسالة التي وجهها الألماني فيرنر سايفرت مدير بورصة فرانكفورت إلى نظيره في زيورخ قد اكتفت بالدعوة للحوار دون طرح أفكار له، وليس من المنطقي أيضا أن يدرس مؤسسو بورصة زيورخ جميع الاحتمالات الممكنة لهذا التعاون دون أن يكون بين أيديهم عناوين رئيسية له. تجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين بورصتي زيورخ وفرانكفورت ليست جديدة، فهما شريكتان في مؤسسة Eurex لتقديم خدمات التعامل في سوق الأوراق المالية بشكل دولي موسع وتتبعهما 8 شركات أخرى تعمل في مجالات المعاملات المالية على مستوى دولي. إلا أن أول بوادر الرغبة في تعزيز هذا التعاون، ظهرت من خلال طرح بورصة فرانكفورت لتلك الفكرة صراحة أثناء تقديمها للميزانية الربع سنوية للعام الجاري، بعدما لم تتمكن من تحقيق نجاح في خطط الاندماج مع بورصة لندن في عام 2000، وشعرت بشيء من العزلة في الأوساط المالية الأوروبية، إثر قيام تعاون رباعي بين أسواق باريس وبروكسل وأمستردام ولشبونه التي أسست مجتمعة Euronext في عام 2001 بباقة كبيرة من الأسهم والسندات تصل قيمتها إلى 1.5 مليار لتحتل المكانة الثانية أوروبيا في حجم التعاملات بعد بورصة لندن التي تزيد قيمة الأوراق المالية المتداولة فيها عن ملياري يورو. ومن المحتمل أن تكون تلميحات زيورخ المتكررة بالرغبة في التعاون المشترك مع البورصات الأوروبية الأخرى قد أثارت شهية فرانكفورت لتوجيه الدعوة الأخيرة لتعزيز التعاون المشترك. في الوقت نفسه، حرصت بورصة زيورخ على الإشارة إلى أنها ليست معروضة للبيع أو أنها تمر بأزمة أو ضائقة مالية، حتى لا يفسر المراقبون الإعلان عن رغبتها في التعاون بشكل سلبي ينعكس على سمعتها في الخارج. فهي حريصة على قيام هذا التعاون من أجل توسيع حجم تعاملاتها وتعزيز حضورها بشكل أقوى في أوروبا، وهي رغبة حاولت في أكثر من مناسبة تحقيقها ولكن دون الوصول إلى الأهداف المرجوة منها بشكل كبير، فقد أخفق مشروعها لطرح حزمة من الأوراق المالية السويسرية في لندن من خلال تأسيس Virt-x لم في تحقيق النتائج الكبيرة التي ترقبها مؤيدو المشروع لبسط الحضور السويسري على الساحة الأوروبية بشكل نافذ.