ادت النهضة الزراعية التى تعيشها المملكة الى تميز كل منطقة بزراعة ثمار معينة اشتهرت بها ، الجوف من جانبها تميزت بخصوبة تربتها ووفرة مياهها محققة نجاحا كبيرا فى انتاج العديد من المحاصيل الزراعية من ابرزها زراعة الزيتون0 وادى النجاح الكبير الذى حققه مزارعو ومنتجو الزيتون فى المنطقة الى تحفيز المزارعين الاخرين الى زيادة استزراعه وانتشار هذه الثمرة المباركة حتى اصبحت زراعتها تقتحم سفوح الجبال والتلال لما عرف عن هذه الشجرة من قوة تحمل وصبر عن الماء وقوة جذورها التى تجعل منها شجرة متماسكة ومعمرة لوقت طويل جدا0 اكثر من مليوني شجرة زيتون فى الجوف ساعد فى انتشارها ملاءمة اجواء المنطقة وتربتها. ونجاح هذه الشجرة المثمرة ذات المردود الاقتصادى القوى جعل المنطقة تشتهر في انتاج الزيتون وزيته، كما ادى التوسع فى زراعته الى قيام الكثير من معاصر الزيت المتخصصة بانتاج زيت الزيتون حيث يوجد اكثر من خمس معاصر متخصصة فى انتاجه، اذ يتوقع ان يتجاوز انتاج المنطقة من زيت الزيتون الطبيعى ثلاثة الاف وخمسمائة طن سنويا وذلك من ثمار الزيتون التى يتوقع ان يتجاوز انتاجها ال 30 الف طن سنويا. وتعتبر المشروعات التى نفذت فى المنطقة وفقا للبرامج والخطط الطموحة التى وضعتها الدولة من اكبر المشروعات الزراعية التى نفذت فى المملكة حيث بلغت قيمتها حوالى ثلاثة الاف مليون ريال سعودى0 كما تعد الفترة من اكتوبر الى شهر ديسمبر انسب المواعيد لقطف ثمار الزيتون وذلك قبل ان يتحول لونها من القرمزى الى الاسود لاحتواء الثمار فى ذلك الوقت على اكبر نسبة من الزيتون وخلوها من الاحماض الدهنية0 وينصح المهندسون الزراعيون المزارعين بفصل الثمار المتساقطة على الارض عن تلك التى تقطف آليا او يدويا خوفا من تعرضها للاتربة والحشرات وسرعة عصرها فى حدود ثلاثة الى سبعة ايام كحد أقصى0 وتعد افضل طريقة لتخزين الثمار وضعها فى صناديق بلاستيكية مثقوبة لضمان دخول الهواء بعيدا عن الضوء وعصرها فى درجة حرارة ما بين 18 الى 12 درجة مئوية وعدم تخزينها فى اكياس بلاستيكية كى لا يتسبب ذلك في ارتفاع نسبة الاحماض فيها0 ويتميز انتاج الجوف من زيت الزيتون الطبيعى بالنقاوة والجودة العالية والطعم اللذيذ وخلوه من أى مضافات او معالجات كيماوية0 صحيا يعد زيت الزيتون مكملا غذائيا يساعد على النمو المتكامل للطفل الرضيع وما بعد الرضاعة كما انه عنصر وقائى ونافع للبشرة والخلايا لاسيما وانه كان منذ القدم يستعمل كمادة للتجميل وفى انتاج الصابون0 ومن الفوائد له انه يعتبر افضل مادة غذائية لمعالجة تصلب الشرايين كما انه يساعد على نمو العظام وتقويمها فضلا عن انه يساعد المعدة على الهضم خاصة للمواد الدسمة0 ويتكون زيت الزيتون من حوامض دسمة اهمها لينو ليتك واولييك واستيباريك وبالمثيك وهو غنى بالفيتامينات خاصة فيتامين الف وباء ودال، كما انه لا يتأثر بارتفاع درجة الحرارة عند الطهى خلافا لما كان يعتقد خاصة وان تأكسده اقل من الزيوت الاخرى0 وحافظ زيت الزيتون منذ العصور القديمة على رمزه الغذائى نظرا لفوائده المتميزة 0 وقد قامت شركة الجوف للتنمية الزراعية باكثار العديد من شتلات الزيتون الجاهزة للزراعة والتي تتميز بأن اكثارها تم بمشروع الشركة فى بسيطا بمنطقة الجوف وتمت تجربتها حيث ثبت نجاحها كما انها ملائمة لاجواء المنطقة وهى متعددة الانواع0 ومن الانواع التى تم اكثارها بيكوال ونسبة الزيت المتوقعة من هذا النوع 20 بالمائة وهو ثنائى الغرض حيث تستخدم ثماره لانتاج الزيت وللمائدة عند تخليله وحفظه بحيث يصبح جاهزا للاكل والنوع الاخر يحمل اسم صورانى ونسبة الزيت فيه تتراوح بين 20 و25 بالمائة وهو ثنائى الغرض /زيت زايد تخليل/ والنوع الثالث قيسى ونسبة الزيت فى هذا النوع من 15 الى 20 بالمائة وهو ثنائى الغرض زيت وتخليل وهو من اجود الانواع للمائدة0 ك 18 ونسبة الزيت فيه من 20 الى 25 بالمائة خاص بانتاج الزيت سورى بلدى نسبة الزيت من 20 الى 25 بالمائة خاص بانتاج الزيت اما النوع السادس فيحمل اسم نصوصى ونسبة الزيت فى هذا النوع من 12 الى 15 بالمائة وهو للمائدة وهناك نوعان منه اخضر واسود والنوع السابع منزانللو ونسبة الزيت من 15 الى 20 بالمائة وهو صنف مائدة وهناك الى جانب هذه الانواع العديد من الاصناف الجيدة0 وتعتبر شجرة الزيتون من اقدم الاشجار المثمرة التى عرفها الانسان وتنبت عادة فى المناطق ذات المناخ المعتدل وهى حساسة بالنسبة الى الصقيع الذى يعرضها للتلف. ويمكن ان تحيا بين ارتفاع 200 الى 900 متر تقريبا فوق سطح البحر. وتحتاج شجرة الزيتون الى تربة سهلة التصريف ومن الافضل زراعتها فى التربة القادرة على حفظ كميات كبيرة من رطوبة الارض التى تساعد ثمارها على النضوج بالشكل الامثل ويحتاج نموها الى وقت طويل يمتد الى نحو 5 سنوات. ويتراوح ارتفاع شجرة الزيتون التى جاء ذكرها في القرآن الكريم بين الخمسة والثمانية امتار وهى تبدأ فعليا بالانتاج بعد 5 اعوام من زراعتها حيث يبلغ افضل عطائها بعد 15 سنة من غرسها. كما انها بحاجة مستمرة الى التقليم والتخلص من الوريقات اليابسة غير المرغوب بها او المريضة وتوزيع اغصانها باستمرار بشكل غير متقابل. ويستعمل ما يتبقى من حبة الزيتون عقب عصرها واخراج الزيت منها للتدفئة فى الشتاء بعد اعداده من الطبقة الخشبية لحبة الزيتون. وقد اثبتت الدراسات الطبية ان استخدام زيت الزيتون فى المائدة يوميا يمنع فقدان الذاكرة وان الزيوت ذات الخلية الواحدة لها قدرة على حماية اداء الذاكرة وتعمل على وقف تدهورها حتى عند الاشخاص المسنين.