يعتبر ابن الهيثم من أشهر أطباء العيون العرب، حيث وضع عام 1052 وصفاً دقيقاً لعين الإنسان- كما أن له إسهامات كثيرة في مجال طب العيون فهو أول من قال أن النور يدخل في العين ولا يخرج منها وأن شبكية العين هي مركز التقاط صور المرئيات وأن هذه الصور تنتقل إلى الدماغ بواسطة عصب العين- أما أبو القاسم عمار بن علي الموصلي، فقد ألف كتاب (المنتخب) في علاج العين حيث وصف فيه كيفية إجراء عملية ( الكتاركت)، وفي بداية القرن الثاني عشر، جاء أبو الفضائل بن الناقد ببحوثه في طب العيون، وقد ألف كتاباً سماه "المجريات" عام 1180 وفي القرن الثالث عشر ظهر عدد من أطباء العيون، منهم.. خليفة بن أبي المحاسن الحلبي، الذي ألف كتاب الكافي في الكحل أما في نهاية القرن الثالث عشر، فقد ألف صلاح الدين بن يوسف الكحال كتاباً سماه ( نور العين وجامع الفنون)، وقد ترجمت كثير من المؤلفات العربية إلى اللاتينية وكان لذلك أثر كبير في أوروبا أثناء القرون الوسطى وتدعونا أهمية البصر عند الإنسان إلى التعرف على كيفية تكوين صور المرئيات على الشبكية ونقلها إلى مركز الإبصار في المخ ثم ترجمتها إلى الشكل الذي يراها عليه الإنسان وتشيع الإصابة بأمراض العيون في الأطفال عنها في الكبار وتتعدد هذه الأمراض وتختلف في درجة أهميتها عند الأطفال مثل الجلوكوما الخلقية والحول وأمراض العيون الوراثية ونظراً لأهمية الحول عند الأطفال وشيوعه لديهم فاننا سوف نتطرق للحديث عن هذا المرض لفهم أبعاده. وعندما نتحدث عن الحول فاننا نقصد بذلك انحراف حركة العينين وعدم توازي خط الرؤية بين كل من العين اليسرى والعين اليمنى وبذلك لا تتجه العين المصابة بالحول إلى الشيء المرئي وإنما تنحرف بعيداً عنه، فالحول الحقيقي الظاهر هو انحراف فعلي في العين يظهر في جميع الأوقات والواقع أن أسباب الحول الحقيقي المصاحب عند الأطفال ينتج بسبب وجود خطأ انكساري في العين، مثل طول النظر، أو وجود خطأ انكساري في عين دون الأخرى أو وجود عتامات على القرنية أو في عدسة العين، وفي بعض الأحيان يكون عامل الوراثة هو السبب الوحيد للحول وغالباً ما يظهر الحول الحقيقي في الأطفال، نظراً لوجود طول نظر فسيولوجي طبيعي لديهم. تقل تدريجياً حتى يبلغ الطفل ست سنوات فيتلاشى طول النظر تماماً في معظم الأحيان، وفي بعض الأطفال يؤدي طول النظر إلى زيادة في شد عضلة العين، ينتج عنها حول حقيقي تنحرف معه العين للداخل، وتأتي أهمية التشخيص المبكر للحول لأن العين الحولاء تتراجع فيها حدة الإبصار تدريجياً فإذا استمر الضعف في الإبصار فإنه قد يتحول إلى ضعف دائم لا يمكن تداركه في الكبر. أستاذ طب الأطفال واستشاري أمراض الدم والسرطان