يشكل «كسل العين» في منظومة أمراض العيون إحدى الإشكاليات التي تواجه بعض الآباء والأمهات، وخصوصا إذا اكتشف أمر معاناة الطفل متأخرا وفي وقت يعتذر فيه طبيب العيون عن إمكانية علاجه لأنه تجاوز السن المحددة لمواجهة المشكلة. وكسل العين هو ضعف النظر في إحدى العينين وعدم القدرة على الإبصار بها بشكل جيد وتسمى بالعين الكسولة، وتظهر هذه الحالة عند الأطفال في سن مبكرة لذا ينصح باختبار النظر عند الطفل بواسطة طبيب العيون خاصة إذا كانت هناك حالات متوارثة من الحول أو المياه الزرقاء أو البيضاء، وهناك ثلاثة أسباب رئيسة تؤدي إلى كسل العين. أولا: حالات الحول، فالطفل فيها يستخدم العين السليمة فقط، أما العين المنحرفة فتتوقف عن العمل لتجنب الرؤية المزدوجة. ثانيا: عيوب الانكسار الضوئي وفيه يظهر كسل العين لأنها تفقد التركيز بسبب وجود طول أو قصر نظر بها. ثالثا: عتامة النسيج الشفاف للعين وهذا يؤدي إلى كسل هذه العين لأن عتامة العدسة تؤدي إلى منع تركيز الصورة داخل العين. ولعلاج كسل العين لابد من التوصل أولا إلى السبب المؤدي إلى ضعف النظر في كلتا العينين أو في العين الواحدة، ومن ثم علاجه، فإذا كان السبب هو ارتخاء أحد الجفنين فيجب تعديله، ومن ثم يتم تنشيط العين الكسولة بتغطية العين السليمة لفترات زمنية يحددها الطبيب المعالج، ارتداء نظارات طبية لتصحيح العيون الانكسارية، وفي حالة عدم معالجة العين الكسولة مبكرا في سن الطفولة فإن ذلك يؤدي إلى ضعف دائم في الرؤية للعين الكسولة، وهذا الضعف غير قابل للعلاج. وإهمال علاج كسل العين قد يؤدي إلى مشاكل عديدة، لذلك يجب علاج كسل العين وتقويتها، فيقوم الطبيب بإجبار الطفل على استخدام العين الضعيفة، كما يمكن وصف استخدام النظارات الطبية لتصحيح أخطاء انكسار الضوء داخل العين، وكذلك اللجوء إلى الجراحة لتصحيح الحول وانحراف العين، وكلما تم التشخيص والعلاج المبكر للطفل كلما تحسن مستوى إبصاره. (*) استشاري طب وجراحة العيون.