بعد واحد وثلاثين عاما من الزواج توقفت (دانة.ع) لتنظر وراءها وتستعيد ذكريات أيام مضت حين تزوجت صغيرة لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها بينما كان زوجها (مطلق) ولديه واحد احتضنته وربته مع ابنتها البكر التي لم تنجب سواها وبعد أن أصبحت ابنتها في المرحلة المتوسطة التقت دانة بسيدة في بداية حملها أثناء مراجعتها لعيادة الطبيب للمعالجة فتعرفت عليها وعلمت منها انها من جدة ومتزوجة بحفر الباطن وتقيم حاليا مع بعض معارفها في الدمام حيث لا أقارب لها سوى والدة كبيرة في السن وأخت تسكن مع زوجها في لندن. وتستطرد دانة فتقول: تبادلنا العناوين وأرقام الهواتف وبعد شهر آخر التقيت بها في نفس المكان وهي تبكي وقد علاها الحزن بسبب وفاة زوجها مع أمه في حادث راح ضحيته الكثير من الأشخاص على طريق الجبيل بسبب الضباب الكثيف. ولشدة حزنها عليه أصيبت بالسرطان الذي بدأ ينخر عظامها ببطء حيث ظلت في المستشفى طريحة الفراش حتى أنجبت ابنها البكر وحادثتني هاتفيا واتفقت معي على احتضان ولدها بعد وفاتها لعلمها بأنني لم أنجب سوى ابنتي الكبرى. وحال وفاتها تأثرت كثيرا حيث إن الصغير لم يكمل شهره السادس بعد ، ثم أتممت إجراءات التبني والاحتضان بعد ثلاثة أيام حيث تسلمته من دار الحضانة الاجتماعية بالدمام مع أوراقه الثبوتية. الآن عمر ابني احد عشر عاما ويدرس في الصف الخامس الابتدائي وقد اضطررت العام الماضي أن أخبره بأنه ليس ابني الحقيقي فظل يبكي يومه كله وبكيت معه شفقة عليه. وتعتبر دانة.ع دخول هذا الوليد نقطة تحول في حياتها حيث أعطته من الحنان والحب بقدر ما أخذت منه من سعادة وفرح حيث تزوجت ابنتها الكبرى وتركتها وحيدة وشكرت لزوجها وفاءه وموافقته على احتضان هذا الصغير اليتيم وحسن معاملته له بالإضافة إلى جميع من حولها من أهل وأقارب وتمنت لو انها استطاعت أن ترضعه من إحدى أخواتها أو قريباتها ليصبح محرما لها حيث أنه حتى الآن يجب أن ينام إلى جانبها ليشعر بالأمان والدفء. وعن نقطة أخرى في حياتها تقول دانة انها قامت بتربية ابن زوجها حتى صار رجلا وزوّجته فقام بإعادة والدته إلى زوجها(والده) بعد ثمانية عشر عاما حين توفي زوجها الثاني مع إنكاره لجميلها ومقاطعته لها بعد كل هذه السنين. بينما تعتبر دانة وجود الطفل اليتيم في المنزل بركة وخيرا على أهل المنزل جميعا وترى أنه من الصعب أن تفترق عنه بعد أن ظلت أمه طوال تلك السنين دون أن تعرف أن كان له أقارب أو أهل أو غير ذلك. وأشارت إلى أنها ألحقته بمدرسة أهلية للدراسة فيها فهو متفوق دراسيا متمنية أن يوفقه الله تعالى حتى تراه وقد تخرج في الجامعة وشق طريقه في الحياة بنجاح.