أكد الأمير تركي بن عبدالله نائب أمير منطقة الرياض أن المعرض الأول لاختراعات خدمة المعاقين، يعتبر من أهم المعارض التي تعنى برعاية الموهوبين من المعاقين، لافتاً إلى أن الجمعيات الخيرية تحظى بدعم كبير ولا محدود على كافة الأصعدة، وان جمعية المعاقين تولي اهتمامه بفئة هامة وكبيرة على قلوبنا، من خلال الخدمات الكبيرة والجليلة التي قدمتها الجمعية منذ تأسيسها. وأوضح نائب أمير منطقة الرياض، خلال افتتاحه أمس فعاليات المعرض الأول لاختراعات المعاقين، الذي تنظمه جمعية الاطفال المعوقين بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، ومركز الإسطرلاب في مقر جمعية الأطفال المعاقين بالرياض، أن "طيبة الشعب السعودي" وتعلقه بالخير في كل المجالات، ساهم بصورة كبيرة في إنجاح دور الجمعيات الخيرية تجاه المجتمع في كافة المناطق، وفي مختلف المجالات التي تتمحور في إطار العمل الخيري التطوعي. وقال: "اختراعات المعاقين امر يدعو للافتخار والاعتزاز؛ لان ما شاهدناه يدل على الإمكانية الكبيرة التي تتواجد في المعاق، ولا تأثير أبداً للإعاقة التي حدثت له، مبينا أن الدعم متواصل للجمعيات الخيرية كونها تخرج جيلا من الشباب والأطفال بقدرات وطاقات خاصة تفيد المجتمع من خلال الاختراعات المميزة، والتي وجدت بعضها راعيا من قبل بعض الشركات التي ذللت الكثير من الصعوبات أمام المعاق وأمام طموحة وموهبته. وأضاف: «إن الحضور الفعال والكبير من رجال الأعمال هو دعهم واضح ومقدر، لان مثل تلك الجمعيات تعتمد في المقام الاول على وقفة الجميع، لأن الكل مساهم في نشاطاتها، ولا زلنا ننتظر منهم المزيد من الدعم؛ لأن الجمعيات محتاجة للكثير من العمل. من جهته أعرب الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس ادارة جمعية الاطفال المعوقين، عن سعادته واعتزازه بما ضمه المعرض الأول لاختراعات خدمة المعوقين من ابتكارات متميزة، وأفكار عملية يمكن صياغتها وتحويلها الى مشاريع تستطيع أن تسهم في تسيير حياه المعوقين، وتعزيز دورهم في المشاركة المجتمعية، لافتاً إلى أن المعاق الآن لا يعتبر إنسانا قاصرا أو عاجزا؛ لأنه كسر كل الحواجز وتجاوز كافة الصعاب التي كانت تعتبر حجر عثرة امام طموحه. وأشاد بتفاعل مؤسسات علمية وأكاديميات بحثية مع دور جمعية الاطفال المعوقين، في تبنى مثل هذه البرامج الرائدة التي تحشد الدعم المجتمعي لقضية الإعاقة، مشيراً إلى أن هذا الحضور يعكس المستوى الذي وصلت إليه الخدمات المقدمة للمعوقين في المملكة، بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين والنائب الثاني. ودعا الامير سلطان بن سلمان منشآت القطاع الخاص لتبني مثل هذه الاختراعات، ودعم انتاجها على المستوى التجاري، وقال: "هناك دور مهم وحيوي على كافة القطاعات الخاصة من الشركات المتخصصة في تبني مثل تلك الاختراعات، التي لها مردود مادي كبير لهم في حال نجحوا في إنتاج تلك الاختراعات وتسويقها بالطرق المطلوبة. وأوضح أن قضية المعاقين تحتل جزءا كبيرا في قلب خادم الحرمين الشريفين، ويولي اهتمامه الكبير لهذه الفئة التي تحتاج من الجميع الوقفة الصادقة، التي تسير بعمل الجمعيات لما يتطلع اليه المجتمع. وقال: جمعية الأطفال المعاقين لها أكثر من 30سنة، وهي تعمل في المجال الخيري، وهي رائدة وناجحة في هذا المجال بتعدد مراكزها المتعددة في جميع المناطق، والتي تصل إلى (11) مركزا، يقوم بأدوار فاعلة وهي قابلة للزيادة خلال الفترة القادمة التي ستشهد العديد من التطورات الكبيرة في تلك المراكز التي تعمل وفق أحدث التقنيات الحديثة، من خلال توفر الأجهزة التي تسهل من جعل حياة المعاق أكثر حيوية وراحة، وهذا الامر هو همنا الاول، ويعتبر من الأساسيات التي نعمل عليها. وأعلن عن حملة ستنطلق مطلع الأسبوع القادم، تحت عنوان "يعطيك خيرها" والتي تتمحور في حوادث السيارات، وضرورة العناية بقائدي المركبات؛ لأن أروح الجميع غالية، وهي حملة تجريبية ستبدأ في مدينة الرياض كمرحلة اولى، وبعدها يتم تعميمها على كافة مناطق المملكة، للحد الكبير من الإعاقة التي تخلقها حوادث السيارات التي تتزايد يوماً بعد يوم. وقال الأمير سلطان بن سلمان: «هناك دور مهم على اولياء الامور والمسؤولين في كل الاجهزة الحكومية والخاصة؛ لتوعية الشباب من مخاطر السرعة وأضرارها التي تخلفها، والتي حرمت البلد من كنوز اصبحوا ضحية الكرسي المتحرك، مبيناً ان الدولة تدعم مثل تلك الحملات، لأنها فرضت على نفسها حب العمل الانساني والتطوعي الذي تميزت بها المملكة منذ عقود من الزمن. ويقام المعرض الذي تتواصل فعالياته اليوم الاثنين بمقر مركز جمعية الاطفال المعوقين بالرياض، بدعم من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والشيخ خالد بن إبراهيم آل إبراهيم وشركة اتحاد الاتصالات (موبايلي) ومجموعة عذيب القابضة واستمع نائب أمير الرياض ورئيس جمعية الاطفال المعوقين، خلال جولتهما على أجنحة المعرض الى شرح مفصل عن أفكار الاختراعات المشاركة وآلية عملها، وكيفية إنتاجها بشكل اقتصادي يلبى حاجة السوق المحلي. الى ذلك أوضح رئيس اللجنة العلمية للمعرض الدكتور أحمد بن عبدالقادر المهندس أن معايير تقييم الأعمال المشاركة تضمنت جودة المخترع، والجاهزية التقنية، والجدوى الاقتصادية. وشارك في المعرض سبعة عشر اختراعاً، حظيت بإشادة وإعجاب جميع الحضور، ومنها "اختراع البيت الذكي باستخدام الشبكات اللاسلكية لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تستخدم تكنولوجيا المنازل الذكية في توفير بيئات آمنة لذوي الاحتياجات الخاصة، ومساعدتهم في أمور حياتهم اليومية". وكذلك اختراع "برنامج لترجمة لغة الإشارة العربية وتحويلها إلى صوت باستخدام تقنية الرؤية بالحاسب، وهو موجه لذوي الاحتياجات الخاصة من فئة الصم والبكم وعلى وجه الخصوص في تعاملاتهم البنكية، وفي أمورهم الحياتية. كما تضمن المعرض اختراع "النظام الذكي لمتحدّي الإعاقة"، وهو نظام ذكي متكامل لذوي الاحتياجات الخاصة، بما فيهم المكفوفون؛ وذلك لإتاحة العديد من الميزات والاحتياجات التي يعانون من النقص فيها، وجهاز «روبوت» مساعد الحركة لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو عبارة عن جهاز آلي يحاكي شكل الجسم البشري، يرتديه المستفيد ويقوم بحركات مبرمجة مسبقاً بتحريك الجسم لأداء حركات معينة، تمنح الجسم المزيد من الخصائص التي تلبي احتياجات المرحلة، التي يمر بها بعض المرضى الذين يعانون إصابات مرضية مقعدة لفترة معينة. واعلن رئيس اللجنة العلمية أسماء الاختراعات الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى وهم خالد بن ضيدان المطيري مبتكر جهاز القيادة، وفي المركز الثاني الشقيقتان لمى ولنا نبيل الغازي، وفي المركز الثالث كل من أويس عبدالرحيم كنسارة، وعبدالعزيز بن طلعت اللامي صاحبي اختراع النظام الذكي لمتحدي الاعاقة. وقام رئيس مجلس ادارة الجمعية وسمو الأمير تركى بن عبدالله بتسليمهم الميداليات التذكارية والجوائز المالية المخصصة للفائزين.