تحدث القاص عبدالله المطمي عضو لجنة إبداع بنادي أبها الادبي عن زمان وبيئة رواية "سيدة أبها" مبينا كيف قدم الكاتب مدينة أبها وما يتصل بها من بيئات أخرى في السراة وساحل تهامة، مشيرا إلى ان منطقة أحداث الرواية تدور ما بين مكةوجدة شمالا وحتى جازان وصبيا جنوبا. وقال المطمي خلال الاجتماع الدوري للجنة إبداع بنادي أبها الادبي والذي ضمن نشاطها النقدي القرائي والذي خصص لقراءة رواية "سيدة أبها" للروائي البريطاني وليم نيوتن بحضور رئيس اللجنة ظافر الجبيري وبقية الاعضاء بأن الرواية تخللتها عوالم الأسر التي حكمت المنطقة والوجود العثماني في أواخر عهده، مبينا أن الأجواء التي رسمها الكاتب شبيهة ب"ألف ليلة وليلة". وأضاف أن الرواية تخللها وصف شامل لأبها من نواحي الحياة الطبيعية والبشرية والسطح والمناخ والغطاء النباتي والاوضاع الاقتصادية والطراز العمراني والموقع المميز الذي جعلها مطمعاً للكثيرين، كما تحدثت عن أسرها الحاكمة من قريب ومن بعيد. وذكر أن الرواية لا تخلو من اعترافات بطلتها عن خطيئتها على طريقة الاعتراف المسيحي، فيما ألمحت الرواية إلى تقدم البلاد الانجليزية ومقدار التخلف الذي كانت عليه بلاد العرب، وضخمت الشخصيات البريطانية في الشجاعة والمفاخرة والتضحية. وختم الكاتب بأنها مغامرة مكلفة جهداً ومالاً وعمراً من حياة البطل وابنه الذي جاء للبحث عن أبيه، ولقي ما لقيه من أحداث ومصاعب حتى عثر على نعيمة في مكان بعيد هاربة خائفة. وفي نهاية الورقة علق الدكتور إبراهيم أبو مسمار متسائلاً عن نمو الشخصية الرئيسية في الرواية، بينما تحدث الدكتور صالح الحمادي عن الرواية قائلا انها لا تخلو من سقطات تاريخية عندما ذكر الكاتب نيوتن أن "زيد بن طاهر" حكم أبها ومن بعده ابنه "ثبر الله" ثم "عبدالله بن ثبر الله"، مؤكدا أن هذه المعلومة غير صحيحة على الاطلاق وبإمكان أي شخص مطلع على التاريخ ان يكتشف هذا الخطأ. فيما اختتمت المداخلات بتساؤل نائب رئيس النادي الدكتور محمد أبو ملحة عن مدى التطابق الواقعي مع الأحداث التاريخية التي عاشتها المنطقة قبل قرن من الزمان، ومدى وجود مثل تلك الأحداث، متسائلا عن المصادر التاريخية التي دونتها، إلا ان رئيس لجنة إبداع ظافر الجبيري قال إن الأعمال الروائية لا تحاكم أخلاقياً، وأن الكاتب الروائي ليس مطالباً بنقل التاريخ كما هو.