عزيزي رئيس التحرير من المؤسف أن تبث بعض شاشاتنا العربية مسلسلات أجنبية تشتمل على مشاهد ذات ايحاء هابط فضلا أن تنتهجه وتقوم بترجمة كافة حواراته بشكل سافر، انه لمن المؤسف أن تغيب الرقابة عن تلك البرامج ويختفي دورها في غربلتها وتعديل عرضها، وهو ما أدى الى سرعة انتشارها كانتشار النار في الهشيم، فتوجهت كثير من الفضائيات الى عرض تلك المسلسلات وقد حملت في طياتها عادات وأنماطا مغايرة تماما لديننا ولعاداتنا وقيمنا، ولم يكلف أصحاب تلك القنوات أنفسهم شيئا من العناء في مشاهدة تلك المسلسلات وادخال التعديل على كل المشاهد المخالفة والمنافية، بل اكتفوا بنقلها مع ترجمتها كاملا دون ذوق أو حياء يمنعهم من ذلك. وهو الأمر الذي يجعل المشاهد في حيرة من تلك المسلسلات المعروضة وما تحمله من أفكار ذات ايحاء جنسي خطير، وبل أدهى من ذلك وأمر، فتصوروا ان تنقل قناة عربية حوارا مترجما الى العربية ملؤه السوقية والشذوذ فضلا عن التفاخر بممارسة العلاقات المحرمة، فطريقة طرحه أمام المشاهد تنبئ الى يسره وسهولته، وأنه أمر عادي، وحرية شخصية لا دخل للغير في حشر أنفه فيها، وهذه دوافع الى مزالق خطيرة بدأنا نلمس بعضها في مجتمعنا. للأسف الشديد وصلت الينا تلك المسلسلات فانبهر بعضنا بطريقة عرضها وحبكة صياغتها، فاهتموا بعرضها وتسخير كافة وسائل الاعلان عنها، ووضع الترجمة دون أن يكلفوا أنفسهم عناء تعديل مناقصها، بغية تحقيق الشهرة لقنواتهم عن طريق عرض تلك المسلسلات التي تحمل معاني التفسخ والعري والشذوذ. من المؤسف أن تجعل بعض القنوات العربية المسلسلات الأجنبية من البرامج الأساسية في هيكلة القناة، ومن البرامج التي لا بد أن تعرض يوميا وفي أفضل الأوقات لدى المشاهد، فيتأمل المشاهد تلك اللقطات والحوارات المتفسخة، والأمر يتم على ذلك النحو دون مراعاة للقيم ولا حتى لمجرد الذوق، بل انهم يعتبرون ذلك كوميديا!! وفكاهة تجلب السرور الى المشاهدين!!، ولا أدري أهو تعنت أم استخفاف بالعقول، حتى يتم عرض تلك المسلسلات الدنيئة أمام أنظار الجميع. الأمر يحتاج الى نقاط عدة حتى يتاح تمريرها الى المشاهدين بمرورها تحت أنظار الرقابة، واتخاذ اللازم من قص وحذف وتعديل، وصياغة أفضل في الترجمة بعيدا عن العبارات التي تحمل مضمونا جنسيا وما شابه، وهل كل انتاج الغرب مكرس في تلك المسلسلات والأفلام؟!، بل هناك برامج الثقافة والمخترعات الحديثة، وشتان بين منهجية قنواتنا العربية في نقل تلك عن الأخرى. نريد أن تكون شاشاتنا داعمة لثقافاتنا وأطر توجهاتنا، وأن تترك المنحى المائل، والذي بدا معوجا سافرا مزالقه منذ بداية الطريق، لا نريد أن نخشى على أبنائنا من مشاهد الفضائيات، فنحن نريدها دعامة وتقويما وبناء لا معول هدم، فهل نرى من اجابة لتلك الأماني؟!، وهل نلتمس يقظة حياء من القائمين على تلك الفضائيات، ليبثوا إلينا ما يطور وينتج، أم سنظل ننتظر وقلوبنا على أيدينا، نحن ننتظر!!.