جاء رد فعل اسعارالبترول العالمية على نبأ الغاء مؤتمر منظمة الاوبك الاستثنائى يوم الاربعاء القادم الموافق 21 يوليو الجارى على غير التوقعات عندما صعدت الاسعار نحو الارتفاع بشكل قوي في اخر تعاملات الاسبوع يوم امس الاول. فقد اقترب ارتفاع الاسعار بمختلف انواعها من دولار واحد للبرميل عندما سجل سعر النفط الخام الامريكى / 42/ دولار للبرميل بارتفاع /88/ سنتا.. في حين ارتفع سعر برنت الى / 40ر38/ دولار للبرميل بارتفاع / 92/ سنتا عما كان عليه يوم الخميس والى جانب ذلك سجل سعر سلة نفوط الاوبك ارتفاعا بلغ / 58ر36 / دولار للبرميل. وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول /أوبك/ قد اعلنت يوم الخميس الغاء هذا المؤتمر الوزارى الاستثنائى والذى كان مقرر انعقاده يوم21 يوليو الجارى بعد اتصالات ومشاورات مكثفة جرت بين الوزراء خلال ايام الاسبوع الماضى على أساس ان قرارات بيروت فى الثالث من شهر يونيو الماضى جرى تنفيذها بالاجماع حسب الاتفاق الذى اقره وزراء المنظمة وعلى الرغم من ان الزيادة الانتاجية الفعلية فى سقف انتاج الاوبك تعدت الزيادة الرسمية. وكان وزراء الاوبك قد اتفقوا رسميا فى مؤتمر بيروت الاستثنائى على رفع سقف انتاج المنظمة من /5ر23/ مليون برميل يوميا الى/ 5ر25/ مليون برميل يوميا اعتبارا من اول شهر يوليو الجارى ورفع هذا السقف مرة ثانية بزيادة قدرها / 500/ الف برميل اعتبارا من اول شهر اغسطس المقبل ليصبح سقف الانتاج الاجمالى / 26/ مليون برميل يوميا دون العراق. واشار عدد من وزراء الاوبك يوم الخميس الى ان الاوبك تستطيع تنفيذ زيادة اغسطس البالغة / 500/ الف برميل ببساطة دون ان تعرض الاسعار لاية تقلبات حادة حتى موعد المؤتمر العادى النصف سنوى الذى اعلن انعقاده وزير الطاقة الاندونيسى الرئيس الحالى للاوبك فى منتصف شهر سبتمبرالقادم. واشار السيد برنومو يوسجيانتورو وزير الطاقة الاندونيسى الرئيس الحالى للاوبك الى ان المنظمة الغت مؤتمر 21 يوليو وسوف تعقد اجتماعها الوزارى القادم فى فيينا يوم /15/ سبتمبر وان أوبك ستمضى قدما فى تنفيذ الزيادة المقررة فى موعدها المحدد وهو اول أغسطس القادم. وتشهد سوق البترول العالمية قوة طلب متواصلة على الرغم من ان منظمة الاوبك والدول المنتجة من خارجها تنتج بالطاقة القصوى ألا ان ارتفاع الاسعار ظل وما يزال قويا متأثرا بعدة عوامل منها السياسية والنفسية واخرى وهى الاهم الزيادة المتواصلة فى الاستهلاك العالمى لطاقة البترول. وتجدر الاشارة الى ان الولاياتالمتحدةالامريكية على سبيل المثال كانت تستهلك حوالى / 18/ مليون برميل يوميا قبل عدة سنوات اعلنت قبل اسابيع ان استهلاكها اليومى مع نهاية العام الجارى سوف يزيد على /20/ مليون برميل يوميا فى حين يزداد هذا الاسهلاك فى الصين والهند ودول نامية كثيرة وذلك نتيجة للانطلاقة الهائلة التى يشهدها القطاع الخاص فى العالم نحو المجالات الصناعة والاستثماراتية المختلفة. ويبدو ان تطورات سوق طاقة البترول العالمى سوف يضطر منظمة الاوبك والدول المصدرة للبترول من خارجها الى التفكير الجدى حول وضع الية جديدة لاسعار سلة نفوط الاوبك تتراوح مابين / 28/ دولار للبرميل كحد أدنى وحوالى /35 / دولارا للبرميل كحد أعلى عوضا عن الالية التى حددت اسعار سلة نفوط الاوبك منذ عدة سنوات ب /22/ دولارا للبرميل كحد ادنى و/ 28/ دولارا للبرميل كحد أعلى. وتأتي هذه الافكار والتصورات داخل الاوبك وخارجها حول أمكانية وجود الية جديدة تتناسب مع التطورات الجديدة والعوامل التى افرزتها هذه التطورات العالمية واهمها النمو الاقتصادى العالمى الشامل ومتطلباته فى زيادة استهلاك البترول والذى قفز هذا الاستهلاك من حوالى /76/ مليون برميل يوميا قبل سنتين الى اكثر /81/ مليون برميل يوميا حاليا وما صاحبه من تضخم اضافة الى فقدان الدولار نسبة تصل الى حوالى / 35/ فى المائة من قيمته مقابل اليورو. ويرى خبراء البترول فى الاوبك ان مقارنة مستوى الاسعار البترولية الحالية باسعار الازمات خاصة اثناء الثورة الايرانية وبداية الحرب العراقية الايرانية غير واقعية لان الاسعارالعالية فى تلك الازمات ارتبطت بالازمة نفسها مع وجود طاقة انتاجية اضافية كبيرة لدى المنتجين فى حينه.. بينما ارتفاع الاسعارالحالية جاء فى ظل انتاج الطاقة القصوى من كافة المنتجين. ويوضح هؤلاء الخبراء انه اذا ما اجريت مقارنة اسعارالسلع الاخرى فى تلك الفترة باسعارها الحالية لاتضح ان اسعار البترول الحالية ليست مرتفعة بنفس نسبة ارتفاع السلع المصنعة غير النفطية. وكانت الاسعار قبل الاعلان عن الغاء مؤتمر فيينا بعدة ساعات حوالى /77ر40/ دولار للبرميل من الخام الامريكى بانخفاض قدره حوالى/50ر1/ دولار للبرميل مقارنة بأعلى مستوى سجلته فى شهر يونيوالماضى 00بينما كان سعر مزيج نفط برنت القياسى لعقود شهر أغسطس فى حدود /48ر37/ دولار للبرميل. واستنادا الى مسح اجرته وكالة انباء / رويترز/ يوم الخميس الماضى تبين من خلاله أن سقف انتاج منظمة أوبك بلغ فى يونيو الماضى /2ر27/ مليون برميل يوميا باستثناء العراق اى بزيادة /7ر3/ مليون برميل وهو ما يزيد على الزيادة الرسمية التى تقررت فى بيروت بكمية قدرها / 2ر1/ مليون برميل. وحول صادرات العراق النفطية قالت مصادر بترولية ان هذه الصادرات عادت يوم امس الاول الى مستوياتها الطبيعية التى تتراوح مابين بين /7ر1/ مليون و/9ر1/ مليون برميل يوميا.. موضحة ان متوسط صادرات العراق النفطية تقدر بحوالى /4ر1/ مليون برميل يوميا فى النصف الاول من شهر يوليوالجاري. واذا ما تأكدت الانباء المتعلقة بانتاج العراق الحالى وعدم تعرضها لعمليات تخريب جديدة فان سقف انتاج منظمة الاوبك بما فيه العراق سوف يتراوح مابين/9ر28/ مليون برميل و/ 1ر29/ مليون برميل يوميا خلال الفترة القادمة وحتى انعقاد المؤتمر العادى نصف السنوى المقرر انعقاده فى15 سبتمبر القادم فى فيينا. وتتوقع مصادر بترولية ان تشهد الاسواق العالمية تحسنا فى المعروض النفطى ربما يساعد على ايجاد نوع من التوازن بين العرض والطلب خلال الفترة القادمة اذا استقر الوضع السياسى فى العراق وعدم تعرض مرافق صادراته للتخريب مما يتوقع مع ذلك ان تشهد الاسعار البترولية خلال هذه الفترة استقرارا فى مستويات سعرية تقل عن مستوياتها الحالية. الشيخ احمد الفهد الصباح