لكي نفقه لماذا يحترم الغرب (الطابور) يجب أولا ان نتساءل لماذا نحن عاجزون عن تطبيق ذلك في مجتمعاتنا العربية في الداخل بينما نجد أنفسنا لا شعوريا نطبقه دونما مواربة اذا اختلطنا بتلك القوميات وأصبحنا بين ظهرانيهم. النظام الجماعي لايتأتى من فراغ بل هو نتاج ممارسة سلوكية تبثها المفردات في بطون الكتب وتحيلها إلى علم يتعلمه الطلاب في مدارسهم ويستمر ذلك التعليم إلى مالا نهاية في المصانع والشوارع والمحافل المختلفة.. بدون احترام النظام تتدنى الفعالية وتتقلص الكفاءة وتدب الفوضى وأينما وجد النظام وجد المجتمع الحضاري القادر على احترام (الوقت) والتماشي معه بروح ايجابية تحتسب في صالح تطوير القدرات وتطويع الصعوبات من اجل اختصار المعاناة التي نراها جلية عندما تتراكم على البعض الأعمال نتيجة افتقادهم لذلك الهاجس المعنوي الفعال والمهم في آن واحد. لم يكن الغرب سباقا لتلك الثقافة لعلة نجهلها فهم تلقفوها وطبقوها من أجل (المادة) ومهما كانت تلك العلة إلا انها اثمرت وآتت اكلها واصبح الغرب منظما من اجل هدف واضح المعالم.. ومما يدعو للعجب العجاب ان المسلمين ليسوا بغرباء عن تلك المفاهيم بل هم من نهل من معينها الصافي بادئ ذي بدء وتفردوا بتدويرها مابين الحضارات المختلفة عبر الأزمنة المختلفة ولكن نجد البعض اليوم عاجزا عن فهمها وتطبيقها بروح العصر الحديث دونما الخروج عن الثوابت الموروثة من ديننا الحنيف الذي أهدانا ومنحنا هبة التطوير والتمكين من أجل إعمار الارض. أليس من باب اولى ان يتفهم البعض الدين الاسلامي بشموليته الحضارية ويخلع على نفسه تلك الاخلاق النبيلة التي تجسد اللحمة وتحترم الذات وتديرها من جوانبها الخيرة لكي نكون مؤثرين بأحقية الافعال وليس برؤى الاحلام التي نستدعيها كلما اصابتنا الغصة على تخلفنا في مناحي الحياة المختلفة؟ مجرد سؤال..!