تتجه الانظار اليوم السبت الى استاد العمال في بكين حيث تفتتح كأس الامم الاسيوية الثالثة عشرة في كرة القدم التي تستمر حتى 7 آب/اغسطس المقبل بين منتخبي الصين المضيف والبحرين ضمن المجموعة الاولى. يشارك في البطولة 16 منتخبا للمرة الاولى بعد ان رفع العدد على هامش النسخة الماضية في لبنان عام 2000، وسيكون ابرزها للمنافسة على اللقب منتخبات اليابان البطل، وكوريا الجنوبية رابعة مونديال 2002، والصين، وايران والسعودية. ويتأهل اول وثاني كل من المجموعات الاربع الى الدور ربع النهائي. ولم يسبق لمنتخبي الصين او البحرين ان احرزا اللقب الاسيوي، لكن التاريخ الكروي يميل لمصلحة المنتخب الصيني الذي يشارك في النهائيات للمرة الثامنة بعد اعوام 76 و80 و84 و88 و92 و96 و2000، وافضل انجاز له فيها بلوغه المباراة النهائية للبطولة الثامنة في سنغافورة عام 1980 قبل ان يخسر امام السعودية صفر-2. في المقابل، يشارك منتخب البحرين في النهائيات للمرة الثانية في تاريخه فقط بعد عام 1988 حين خرج من الدور الاول. وتحمل المباراة بين البلدين عنوانا ثأريا لان البحرين كانت فازت على الصين 1-صفر في المباراة الاخيرة من التصفيات المؤهلة الى اولمبياد سيدني 2000 وحرمتها من التأهل الى النهائيات بعد ان كانت فازت على مضيفتها في بكين 2-1 ذهابا. وانتظر الصينيون طويلا لكي تمنح بلادهم شرف استضافة كأس الامم الاسيوية على امل ان يحقق منتخبهم فيها اللقب للمرة الاولى ليكمل الطفرة الكروية الصينية التي بدأت تظهر منذ سنوات وكان ابرز نتائجها تأهل المنتخب الى نهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبيةواليابان عام 2002 للمرة الاولى ايضا. واذا كان المنتخب الصيني خرج من نصف نهائي النسخة الماضية في لبنان بخسارته امام اليابان التي توجت بطلة 2-3 بصعوبة، فانه وضع هدفا واضحا هذه المرة على ارضه وبين جمهوره وهو احراز اللقب الاول على الصعيد الاسيوي للخروج من ظل منتخبي اليابانوكوريا الجنوبية والتأكيد على ان انه بات من المنتخبات التي تحسب لها حسابات خاصة. ووضع المسؤولون عن المنتخب الصيني هدفا اخر ايضا اذ اعتبروا ان احراز اللقب الاسيوي سيكون دافعا مهما نحو التأهل الى مونديال المانيا 2006 ايضا على امل تحقيق نتائج جيدة فيه هذه المرة قياسا بما حققه منتخبا اليابانوكوريا الجنوبية في المونديال الاخير. استعد المنتخب الصيني جيدا للنهائيات التي يشارك فيها مباشرة كونه المضيف وذلك بقيادة المدرب الهولندي اري هان الذي اجرى عددا من التغييرات في التشكيلة فاستبعد بعض الاسماء كجياو زهانبو ووانغ ليانغ وجيو ليانغ وزهانغ تشوو وليو يونفاي، واعتمد على بعض المحترفين في اندية اوروبية امثال لاعب مانشستر سيتي الانكليزي صن جيهاي ووي جين والمخضرم جيو يونلونغ، وتشاو جيايي لاعب ميونيخ 1860 الالماني، والمخضرمين لي مينغ وهاو هايدونغ وزهينغ زهي. وسيكون المارد الصيني مرشحا بارزا لانتزاع احدى بطاقتي المجموعة الاولى الى ربع النهائي، والتي تضم ايضا فضلا عن البحرين، قطر واندونيسيا اللتين تلتقيان بعد غد الاحد. وبدا نائب رئيس الاتحاد الصيني ومدير اللجنة المنظمة للبطولة زهانغ جيلونغ واضحا بقوله اننا نلعب على ارضنا ويجب ان نصل الى المباراة النهائية . وتابع شعبنا سيقيم مستوانا ولا اعتقد بانه سيقبل اي عذر في حال الفشل . وكان هان حذرا من المنتخب البحريني بقوله انه منتخب قوي من الناحية البدنية ويهاجم عبر الاطراف ويجيد تنفيذ الهجمات المرتدة . تطور بحريني في مقابل الطفرة الصينية هناك تطور بحريني ملحوظ في السنوات الاخيرة حيث لم يعد المنتخب البحريني يشارك من اجل المشاركة بل انه بدأ يفرض نفسه واحدا من المنتخبات القوية خصوصا في المنطقة الخليجية. ولا يشفع التاريخ كثيرا بالمنتخب البحريني لكنه لن يعتمد بالتأكيد على السجلات وحدها لتحقيق نتائج ايجابية في مشاركته الثانية في كأس امم اسيا. ويعيش المنتخب البحريني افضل حالاته ما دفع الفيفا الى اختياره افضل المنتخبات تطورا العام الماضي اذ ارتقى الى المركز 51 في العالم بعد ان كان في مركز فوق المئة قبل نحو عامين. واثبت المنتخب البحريني ان نتائجه الاخيرة وعروضه القوية لم تكن عابرة وانه عاقد العزم على الظهور بمستوى مشرف في هذا المحفل الاسيوي رغم خسارته في اخر اختباراته الودية امام كوريا الجنوبية المرشحة البارزة للقب صفر-2، لكنه قبلها فاز وديا ايضا على تايلاند المشاركة في النهائيات 2-صفر. وبعد انجاز المنتخب البحريني بالتأهل الى الدور الثاني من التصفيات المؤهلة الى مونديال 2002، اكد النقلة النوعية التي طرأت على ادائه في كأس العرب الثامنة في الكويت عندما حل وصيفا للسعودية اواخر العام نفسه، ثم حل وصيفا للسعودية ايضا في كأس الخليج السادسة عشرة في الكويت اواخر العام الحالي، ويبلي بلاء حسنا في التصفيات المؤهلة الى مونديال المانيا 2006. وكان قدر البحرين ان تخوض مباراتها الاولى في البطولة امام اصحاب الارض الذين هزموا لبنان 6-صفر قبل ايام في اطار تحضيراتهم قبل ان يتعادلوا مع الامارات 2-2، لكنها بقدر ما تعتبر صعبة بالنسبة الى البحرينيين، فانها كذلك للصينيين الذين سيلعبون وسط ضغط كبير لانهم مطالبون بالفوز. وكان رئيس الاتحاد البحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة صريحا بقوله نشارك في البطولة الاسيوية من اجل المنافسة لان مستوى المنتخب البحريني شهد تطورا كبيرا ما يمنحه الحق بان يكون احد الاطراف المنافسة في البطولة . وأضاف لكن اولا علينا تخطي الدور الاول ولدي قناعة تامة وثقة كبيرة في قدرة اللاعبين على تحقيق ذلك من خلال الاصرار والعزيمة التي يملكونها . وعن المواجهة مع الصين قال الجميع ينظر الى هذه المباراة كمباراة قمة بين الطرفين حيث ستكون الأعصاب فيها مشدودة ومتوترة من قبل المنتخب الصيني وهذا سيصب في مصلحتنا . وسيفتقد مدرب منتخب البحرين الكرواتي يوريسيتش ستريشكو (49 عاما) جهود لاعبين جيدين في الخط الخلفي هما سلمان عيسى وعبدالله المرزوقي بسبب الاصابة، لكنه يملك عددا من اللاعبين القادرين على تقديم عرض جيد منهم فيصل عبد العزيز وحسين بابا ومحمد سالمين وطلال يوسف وعلاء حبيل وحسين علي الملقب ب(بيليه).