تفاوتت عروض منتخبات عرب اسيا الثلاثة السعودية والكويت والبحرين التي تأهلت الى الدور الثاني من التصفيات الاسيوية المؤهلة الى مونديال 2006 في المانيا خلال مشاركتها في دورة كأس الخليج السابعة عشرة لكرة القدم في الدوحة، وفشل اي منها في التأهل الى المباراة النهائية التي ستجمع قطر وعمان غداً. وحجزت المنتخبات الثلاثة بطاقاتها الى الدور الثاني الحاسم من التصفيات الاسيوية، فوقعت السعودية والكويت في مجموعة تضم كوريا الجنوبية واوزبكستان، والبحرين الى جانب اليابان وايران وكوريا الشمالية. وعطفا على ما قدمته المنتخبات الثلاثة في «خليجي 17»، فانها لا تبدو جاهزة تماما للاستحقاق الاهم الذي سينطلق بعد اقل من شهرين، وما هو اكيد ان عملا شاقا ينتظر الاجهزة الفنية لاعداد اللاعبين على كافة الاصعدة. واختلفت التوقعات حول فرص المتأهلين الى نهائيات المانيا في اقل من اسبوعين، هي عمر المدة التي شاركت فيها المنتخبات الثلاثة في كأس الخليج في الدوحة، وانخفضت نسبة الامل بشكل ملحوظ في امكان رؤية ثلاثة منتخبات خليجية في المونديال عام 2006.وجاءت دورة كأس الخليج السابعة عشرة بين الدورين الاول والثاني من التصفيات الاسيوية، وبعد الدور الاول، كانت اسهم السعودية والكويت والبحرين مرتفعة جدا للتأهل على اعتبار ان الفرصة سانحة هذه المرة اكثر من اي وقت مضى لان الاول والثاني من كل مجموعة يتأهلان الى النهائيات، بينما يخوض صاحبا المركزين الثالث ملحقا بطريقة الذهاب والاياب ثم يلعب الفائز منهما مع رابع تصفيات الكونكاكاف ذهابا وايابا ايضا لتحديد المتأهل منهما. وكانت منافسات «خليجي 17» مناسبة مهمة للمنتخبات الثلاثة للاعداد للدور الثاني، لكنها شهدت اخفاقا جديدا بالنسبة الى السعوديين، واختبارا للقوى للبحرينيين، وتأسيسا لنواة منتخب للمستقبل بالنسبة الى الكويتيين. السعودية اجتازت الدور الاول من التصفيات الاسيوية بسهولة تامة كعادتها حيث تصدرت مجموعتها جامعة النقاط كاملة من ست مباريات، لكنها قدمت اسوأ عروضها في كأس الخليج فخسرت امام الكويت 1-2 والبحرين صفر-3 وفازت على اليمن 2-صفر وفقدت لقبها الذي احرزته في الدورتين الماضيتين. وفتح الاتحاد السعودي صفحة التصفيات بسرعة فجدد الثقة بالجهاز الفني للمنتخب بقيادة الارجنتيني غابرييل كالديرون الذي تولى المهمة قبل نحو ثلاثة اسابيع من كأس الخليج، والذي اكد بوضوح «انه سيتابع مباريات الدوري لاختيار العناصر الافضل لمباريات الدور الثاني». وباتت ملامح المنتخب السعودي ضبابية في سعيه الى الانجاز بتأهله الى نهائيات كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي بعد الولاياتالمتحدة 1994 (تأهل الى الدور الثاني) وفرنسا 1998 (خرج من الدور الاول) وكوريا الجنوبية واليابان 2002 (خرج من الدور الاول)، لان مستواه الحالي لا يضعه في خانة المرشحين البارزين لاحدى بطاقتي المجموعة بوجود كوريا الجنوبية المرشحة الدائمة، والكويت التي تغلبت عليه في «خليجي 17» واوزبكستان التي فازت عليه ايضا في كأس اسيا الاخيرة في الصين. أمل بحريني قد تكون انعكاسات «خليجي 17» اخف وطأة على البحرينيين مع انهم كانوا في طليعة الترشيحات لاحراز اللقب بعد انجازهم الاسيوي بتأهلهم الى نصف النهائي للمرة الاولى في تاريخهم لانهم خسروا امام المنتخب العماني الافضل الافضل حاليا 2-3. وما يشفع للبحرينيين عرضهم الراقي وفوزهم الصريح على السعودية في المباراة الحاسمة في ختام الدور الاول 3-صفر، لكن هذا لا يؤكد انهم جاهزون تماما للدور الثاني لانهم كانوا قليلي الحيلة امام اليمن والكويت وتعادلوا معهما بنتيجة واحدة 1-1 ما دفع بمدربهم الكرواتي يوريسيتش ستريشكو الى القول «اننا نعاني من عقم هجومي لاننا نحصل على عدد كبير من الفرص ولا يوجد من يترجمها الى اهداف».واصاب ستريشكو بانتقاده هجوم منتخبه لان علاء حبيل هداف كأس اسيا برصيد خمسة اهداف (بالتساوي مع الايران علي كريمي) لم يقدم شيئا يذكر في البطولة الخليجية، وحسين علي كان مشاكسا فقط من دون فعالية امام المرمى، وطلال يوسف هداف «خليجي 16» في الكويت برصيد خمسة اهداف كان بعيدا عن مستواه، واذا ما استمر ذلك قد يكون «الاحمر» البحريني امام مشكلة خطيرة في الدور الثاني. واقعية كويتية دورة كأس الخليج لها مكانة خاصة عند الكويتيين وتربطهم فيها علاقة ود قديمة وتحديدا منذ انطلاقها عام 1970، لانها كانت مكانا لمولد نجومه كفيصل الدخيل وجاسم يعقوب وعبد العزيز العنبري وسعد الحوطي وفتحي كميل ومحمد المسعود وفاروق ابراهيم ومرزوق سعيد ويوسف سويد وعبدالله البلوشي تلاهم عبدالله وبران وحمد الصالح وبدر حجي وجاسم يعقوب وبشار عبدالله (الاخير ما يزال في التشكيلة الحالية). وكان الصراع خفيا بين طموح الكويتيين وطبيعة مشاعرهم في «خليجي 17»، فمن جهة كانوا يعرفون قدرات منتخبهم جيدا ولا يريدون تكرار تجربة «خليجي 16» المريرة على ارضهم، ومن جهة اخرى أملوا بان يلعب التاريخ الى جانب اصحابه ويعود«الازرق» الى الكويت حاملا الكأس للمرة العاشرة في تاريخه. ولكن الواقع الكروي لا يترك مكانا للعواطف، فمنتخب الكويت انتعش بعد انتزاعه بطاقة التأهل الى الدور الثاني من تصفيات المونديال على حساب «التنين» الصيني، ما جعله قادرا على تغيير الصورة التي ظهر بها في الدورة الخليجية الماضية فتأهل عن جدارة الى نصف النهائي بعد فوزين على السعودية 2-1 واليمني 3-صفر وتعادل مع البحرين 1-1، ثم توقف مشواره امام نظيره القطري في نصف النهائي بخسارته امامه صفر-2.وكان كلام مدرب المنتخب محمد ابراهيم اكثر حكمة من الاداء المتوازن الذي قدمه المنتخب بقوله «انا راض تماما عن اداء اللاعبين في هذه الدورة لاننا لم نشارك فيها لاحراز اللقب بل لبناء منتخب للمستقبل وها قد كسبنا هذا المنتخب الذي سيحظى باعداد جيد عبر معكسرات ومباريات ودية لاننا نأمل بالتأهل الى كأس العالم في المانيا عام 2006».