اليونانيون يسمونها (volta).. النزهة التقليدية اليومية المحبوبة سيرا على الأقدام. انهاتساعد على التخفيف من الضغوط والتوتر للحياة اليومية في المدينة خاصة ان الزحمة والضجيج والغبار يلف العاصمة اليونانية في سباقها المحموم لإنجاز المشاريع قبل موعد الألعاب الأولمبية في الصيف. إلا أن التمشي الصحيح لكي يعطي مفعولا صحيحا يجب أن يكون بطيئا وبتمهل، فالعجلة من الشيطان. وما على الذين سيزورون أثينا بمناسبة الأولمبياد الذي سيقام بين 13 و29 اغسطس المقبل إلا أن يحتذوا أحذية المشي للمشاركة في هذه التسلية المفضلة لدى أهل البلد. وليكتشفوا الوجه الآخر لواحدة من أكثر العواصم الأوروبية فوضوية وحيوية. هناك طريق جديد بالحجارة المرصوفة حول قاعدة الاكروبوليس يطل على التاريخ من مستويين: الأنصاب القديمة، وصورة عن أثينا في بداية القرن العشرين، قبل أن تحول زحمة السير والتنمية الفالتة الى مساحة شاسعة غير مروضة يناهز عدد قاطنيها الأربعة ملايين نسمة. يمر الطريق الذي يبلغ طوله أربعة كيلومترات أمام أبنية نيوكلاسيكية جميلة وحقول شقائق النعمان محور الرقعة الأثرية، بما فيها مدرج الروماني المقام في الهواء الطلق منذ 2000 سنة والمطوق بأشجار الزيتون. وتوافر أطلال الاكروبوليس على قمة التلة مناظر رائعة تتبدل باستمرار كلما تقدم المتنزه بسيره. هذا المشروع هو جزء من خطة متأخرة جدا لتجميل وسط المدينة، وقد جاء الزخم من الأولمبياد ولكن يتوقع أن يستمر العمل حتى بعد مغادرة الرياضيين وجماهير الزوار الى ديارهم بعد انتهاء الألعاب. وبموجب برنامج اطلق عليه (توحيد المواقع الأثرية في أثينا) تم ترميم مئات الأبنية النيوكلاسيكية وازيلت اليافطات الدعائية القبيحة وزرعت مساحات واسعة بالأشجار والزهور. وحسب برنامج التوحيد هذا من ضمن المشروع العام: سيتم تحديث وسط أثينا جماليا وبيئيا وثقافيا وسيكون بوسع السكان وزائري العاصمة اليونانية أن يستمتعوا بمتحف مفتوح شاسع سيضم كافة المواقع الأثرية والأنصاب في أثينا، اضافة الى الأحياء التقليدية الموجودة في الوسط التاريخي للمدينة. ثم صدمة العودة الى اثينا (الحقيقية) الغارقة هذه الأيام في ضجيج الحافرات والبولدوزرات التي تسابق الزمن للحاق بعقرب ساعة الاولمبياد. موفد اللجنة الأولمبية الدولية في أثينا دنيس أوزوالد يعرب عن ثقته في أن اليونانيين قد عوضوا عن الوقت الضائع، وأنه واثق من أن كل شيء سيكون جاهزا اذا استمر العمل بهذه الوتيرة. اللجنة تريد أن يكون السقف الزجاجي الحديدي للاستاد الرئيسي جاهزا في نهاية شهر حزيران حتى يتاح الوقت للتمديدات وتركيب الأجهزة التقنية والتحديثات الاخرى اللازمة للألعاب الصيفية. كما ان المباريات التجريبية قبل بدء الأولمبياد يجب أن تقام في هذا الملعب الذي يتسع ل75 ألف شخص. بالنسبة لليونان كانت عودة الألعاب الأولمبية الى مهدهاالقديم مناسبة لعصرنة البلد، منها مشاريع يفترض فيهاأن تحسن مستوى نوعية الحياة في مرحلة ما بعد الأولمبياد، ومنها أوتوسترادات جديدة وجسر مصمم ليصمد في وجه الزلازل ومطار جديد ووسائل نقليات للمدن وبرنامج تجميل للعاصمة.