ربما تخيل عشاق حلقات نايت رايدر التلفزيونية الأمريكية الشهيرة التي شدت انتباه المشاهدين في الثمانينات امتلاك سيارة تتحدث وتشعر وتفكر مثل سيارة كيت الشهيرة. مثل هذا النوع من السيارة الذكية مازال أمرا بعيدا لكن المستهلكين في اليابان قد يتمكنون قريبا من قيادة سيارات تقترب للغاية من السيارة كيت. وتتوقع شركات الاتصالات وشركات صناعة السيارات مستقبلا ان تشهد انتاج سيارات يمكنها ان تتحدث وتنصت بل وتقدم النصيحة بشأن المسارات والوجهات. فاذا كنت ستتوجه لتوصيل صديق من المطار .. فان سيارتك سيكون بامكانها ان توجهك الى أقل المسارات ازدحاما وان تقدم لك أحدث معلومات بشأن وضع رحلة صديقك. هل تريد ان تتوقف في الطريق الى المنزل لتناول وجبة سريعة؟ اطلب من سيارتك اذن ان تقرأ لك قائمة اسماء المطاعم القريبة أو الاتصال بخدمة الحراسة التي تعمل 24 ساعة لتعطيك النصيحة. ويمكن للسيارة ايضا ان تتصل بمركز اتصالات الطوارئ الذي بامكانه تنبيه الشرطة اذا تعطلت السيارة أو سرقت. قال كويتشيرو ميجورو مدير المشروع بمعهد أبحاث ميتسوبيشي اليابان في وضع جيد يتيح لها تحقيق النجاح في هذا المجال لانها أرست أسواقا لمعدات السيارات واجهزة الاتصال اللاسلكي والمحتوي النقال وتوجد بنية اساسية جيدة للاتصالات . واضاف كل عامل من هذه العوامل حيوي . ويراود الصناعات المختلفة مثل صناعة مكونات السيارات وشركات التليفون المحمول والاسواق الاخري آمال عظيمة في فرص عمل في المستقبل من خلال انتاج سيارة متصلة بشبكات المعلومات والصناعات المتصلة بها، لكن مراقبي الصناعة يسلمون بوجود عقبات. وقال يونيتشي موجي رئيس مجموعة (آي. بي. ام. تيليماتيكس سولوشنز) بشركة آي. بي. ام. اليابان الخدمات الناجحة تحتاج الى موازنة رغبة المستهلك بعناية في قيادة آمنة ومريحة ورغبة تاجر التجزئة في زيادة الايرادات وخفض التكلفة . ويشير موجي الى ان المحاولة الاولية لبناء سوق لمعلومات الاتصالات عن طريق الشبكات فشلت مرة منذ بضع سنوات لان الصناعات حاولت ربط السيارات والشبكات والخدمات والمحتوى على اساس ان احتياجات المستخدم تأتي في المرتبة التالية. وعلى عكس ما هو سائد في الولاياتالمتحدة حيث الخدمات تعتمد على الاتصالات بالاقمار الصناعية، مثل خدمات المساعدة في حالات الطوارئ التي تقدمها شركة جنرال موتورز وشركة اكس ام ساتيلايت راديو هولدنغز، فان الشركات المناظرة في البابان ترى ان نظم الملاحة للسيارة هي أفضل وسيط لربط السيارات بشبكات الاتصالات. ووفقا لبيانات هذه الصناعة فان اليابان هي أكبر سوق لملاحة السيارات حيث تبيع الشركات المصنعة نحو ثلاثة ملايين وحدة سنويا. وقال ياسوهيسا ناكامورا المدير التنفيذي لادارة الاعمال في أكبر شركة هاتف محمول في اليابان وهي (ان تي تي دوكومو) ان تحويل نظم ملاحة السيارة الى اداة للاتصالات لا يحتاج الى جهد كبير . وتنظر شركات الاتصالات مثل دوكومو الى اتصالات السيارات على انها مصدر جديد محتمل للايراد مع تزايد صعوبة اضافة مشتركين جدد لخدمات الهاتف المحمول في بلد يمتلك فيه بالفعل نحو 70 في المئة من السكان تليفونا محمولا. =واشار ناكامورا الى بيانات معهد ابحاث يانو التي تتوقع ان يبلغ حجم سوق ما يطلق على ه معلومات الاتصالات عن طريق الشبكات نحو 115 مليار ين (1.06 مليار دولار) خلال خمس سنوات. ويري معهد ابحاث يانو ان قيمة سوق معلومات الاتصالات عن طريق الشبكات تبلغ نحو 46 مليار ين. وتتحرك شركات صناعة السيارات لتحقيق خطوة أكثر تقدما في هذا المجال. ودخلت شركة تويوتا موتور كورب في شراكة مع كيه. دي. دي. اي. كورب، وهي ثاني أكبر شركة اتصالات في اليابان، لتقدم اداة ملاحة متصلة بشبكة هاتف محمول يمكن للمستخدم ان يتصل بها للحصول على معلومات عن اشياء وقت حدوثها والاطلاع على بريده الالكتروني (إي ميل). وبدأت شركة نيسان موتور كورب خدمة مماثلة تقوم على الاتصال بشبكة عن طريق هاتف محمول. غير ان شركات المحمول وشركات صناعة السيارات وغيرها تعتقد ان السيارات في نهاية المطاف سيتم توصيلها عن طريق اداة يمكن ان تتنقل بين عدة تكنولوجيات لاسلكية من بينها الهاتف المحمول التقليدي والقمر الصناعي واجهزة الاتصال قصيرة المدي التي تستخدم بطاقات المرور الالكترونية. وعلى سبيل المثال سيستخدم نظام تحديد الموقع عالميا بالقمر الصناعي في توجيه السائق بينما سيستخدم نظام اتصال الهاتف المحمول التقليدي في الاطلاع على البريد الالكتروني أو استرجاع معلومات ترفيهية اثناء القيادة. الامكانات التكنولوجية لا نهاية لها لكن الصناعات المعنية حريصة ايضا على الاشارة الى اهمية انشاء خدمات تروق للمستهلك. وقال اكينوري شيبوا في قسم تخطيط التكنولوجيا الاستراتيجية بشركة كايبيرد يجب ان نجعل المستهلك يتعود على فكرة ربط السيارة بالهاتف المحمول قبل ان نحاول تقديمها له ليتخيل المحتوي .واضاف شيبوا الحقيقة هي انه لا يمكن للسائق ان يتصفح الانترنت اثناء القيادة وكثير من الركاب يشعرون بالغثيان اذا حاولوا لعب مباريات أو مشاهدة التلفزيون في المقعد الخلفي . وتابع انه من الصعب بيع خدمة باهظة التكاليف لصاحب سيارة ياباني يقضي وقتا قليلا في سيارته مقارنة بالسائق في الولاياتالمتحدة أو اوروبا. وقال أعتقد اننا سنحصل على فكرة عامة عن وضع الاشياء في السنوات الثلاث المقبلة .