البطل الشرير ذو القلب الحاقد الأسود في فيلم بيتش بلاك قد عاد، ولكنه يكاد يختنق هذه المرة بأبخرة ديزل. فيلم حوليات ريدك قطعة غريبة كفيلم خيالي علمي يستجدي السخرية ولكنه بادعائه الاهمية يعجز حتى ان يكون مسرحية فضائية مسلية ومضحكة. الفيلم هو تركيبة مربكة من التأثيرات البصرية المبالغ فيها بطريقة كرتونية ووصلات الاكشن ذات المونتاج غير المتقن والحوار الفظ والتمثيل السيء، ناهيك عن أسوا تسريحات شعر وازياء ولكن ذلك مثقل بخشونة (فين ديزل) الرواقية التي بدأ الجمهور يملها منذ ثلاثة افلام سابقة ظهر فيها. ويعود ديزل في دور (ريديك) القاتل الآثم ذي العينين اللتين تريان في الظلام والذي رأيناه يخطو خطوات نحو الخلاص في فيلم بيتش بلاك في عام 2002 في قصة ناجين من حادث تحكم يحاولون الرحيل عن كوكب تجتاحه مخلوقات بغيضة تستسيغ لحم البشر. كما يعود الكاتب المخرج دافيد توهي وفي حين نسج توهي رواية رعب متقنة بميزانية صغيرة في فيلم سابق فانه سكب موارده المالية الكبيرة في الحفرة بهذا الفيلم الجديد انه يكوم المبالغة فوق المبالغة في محاولة يائسة لنفخ الروح في قصة ركيكة هذه المرة. وهذه المرة ريديك هارب من امام الباحثين عن الجائزة المالية المفروضة عليه غير مبال بسلامة اي شخص آخر غير سلامته الشخصية. ومع ذلك يجد ريديك نفسه يكافح بتردد من اجل مستقبل الاخيار في كل مكان ضد جحافل من المحاربين الاحياء - وبين رفاق ريديك في الفيلم كولم فيور في دور اللورد مارشال قائد النيكومونغرز الاشرار، وثاندي نيوتن في دور السيدة فاكو، الثعلبة الطموحة وعديمة الرحمة، وكارل اوربان في دور زوجها الذي لا يحل ولا يربط، ولينوس روتش رجل الدين الكاذب الذي يبارك اللحم الطازج الذي يأسرهم النيكرو ونيك تشينلوند في دور مرتزق مكلف بإلقاء القبض على ريديك. وثمة اثنان آخران من بقايا بيتش الاسود يظهران في الفيلم الجديد: الكسا دافالوس تعود في اول فيلم طويل لها بدور (كيرا) الفتاة المحاربة المحبطة بسبب التخلي عنها بعد ان انقذها ريديك عندما كانت فتاة صغيرة في الفيلم السابق. ويستعيد كيث دافيد دوره في دور الراهب التقي الذي استطاع ايضا الفرار من كوكب بيتش بلاك. وأغرب الحاضرين هنا هي جودي دنتش في دور (ايربون) الشبح الهزيل من التي تشارك في تجنيد ريديك في القتال ضد النيكرو. ايربون تظهر وتختفي من الواقع، ورغم التصميم الراقي الذي تضفيه دنتش على الفيلم، تبدو اكثر من مرة وكأنها تأمل ان تختفي من هذا الفيلم لتعود وتظهر في فيلم افضل. وبرصانة دنتش ورتابة ديزل اللذين يشكلان عنصري الضبط الوحيدين في الفيلم، يتصرف الممثلون الاخرون بمبالغة صاخبة، وخاصة فيور ونيوتن. كان (بيتش بلاك) فيلما مسخا فرضت ميزانيته الضئيلة استخدام بلاتوهات بسيطة واضاءة مغبشة بغية الايحاء بوجود حشود من المخلوقات لم يكن بوسع صانعيه ان يصنعوها الوحوش غير المرئية من مدة أجواء الرعب. أما في الفيلم الجديد لا يدع توهي شيئا للخيال. والنتيجة جاءت كبرهان جديد على صحة مقولة ان الزائد اخو الناقص عندما تحاول هوليوود ان تكرر فيلما ناجحا. الفيلم من توزيع يونيفرسال ويستغرق عرضه 119 دقيقة.