تلقيت دعوة كريمة من الحكيم ورقة ابن نوفل.. فركبت ناقتي وشددت الرحال إلى مضارب قومه, وعندما وصلت إليها توجهت إلى خيمته, فوجدت عنده جدي الحطيئة وجرير والفرزدق وتأبط شراً ومجموعة من أجلاف العرب, وبعد أن تناولنا القهوة. تكلم ورقة ابن نوفل فقال: أنتم شرار الخلق.. سليطو الألسن.. قليلو الحياء.. تهجون الناس.. وتتبعون عثراتهم.. لماذا تفعلون هذه الأفعال الشريرة.. أجيبوا, فتحدث الحطيئة في البداية ودافع عن نفسه دفاعاً انهزامياً , ثم تحدث جرير والفرزدق وقالا إن كنا نهجو بعضنا وقد أثرينا القصيدة العربية بهجائياتنا, أما تأبط شراً فقد كان (طاق ٍ اللطمة) ورفض الحديث, ولما جاء دوري سألني ورقة أبن نوفل قائلا ً: وأنت يا علقمة لماذا كل هذا الهجوم, على شعراء ساحتكم الشعبية , فقلت له لن أزعجك بأخبارهم فو الله لو عشت معهم, واطلعت على حماقاتهم لقلت فيهم أقسى من قولي وأنت الحكيم اللبيب, ولكن دعني أخبرك, بآخر ترهاتهم .. فهذا يا سيدي أحدهم ويدعى (احمد الناصر الأحمد) أقام قبل فترة أمسية في عنيزة مع شاعر ٍاسمه سليمان العليان, المهم لما سأل أحمد الناصر عن عدم مشاركته في الأمسيات الصيفية قال: لست من هواة تكديس الأمسيات, وأنا أحصد نجاح أمسيتي في عنيزة, وحتى تعرف يا ابن نوفل, فالأمسية التي يتحدث عنها كانت من اتعس الأمسيات, ولكنه أي الأحمد يحاول الهروب من تراجعه الكبير, بإبعاده عن أمسيات بريدة, التي نام عليها دهرا ً طويلا ً ولم يقدم شيئاً من خلال الشعراء الدائرين في فلكه, وبعد أن سمع تأبط شرا ً بهذه الأخبار سل سيفه وقال والله ان تراجعت يا ابن الأجلح عن منهجك لأفصل رأسك عن جسدك بسيفي هذا, فالتفت إلي ورقة بن نوفل فقال لي اسمع كلام عمك تأبط شرا ً .