قال د. . مصطفى البرغوثي سكرتير المبادرة الوطنية ان المنظمات الاهلية الفلسطينية أطلقت حملة بالتعاون مع 209 مؤسسات أوروبية، و446 برلمانيا أوروبيا، لفرض مقاطعة شاملة على اسرائيل.واضاف ان ما تخطط له الحكومة الاسرائيلية بزعامة ارئيل شارون عبر الحديث عن خطة الفصل احادي الجانب والانسحاب من قطاع غزة، بأنه بمثابة شرك يراد منه تحويل قطاع غزة الى سجن كبير وكسب المزيد من الوقت لتدمير اية إمكانية لاقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأرض.وحذر البرغوثي في حديث ل"اليوم" من أي انجرار وراء خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي لاعادة الانتشار في قطاع غزة، موضحا ان التعاطي مع هذه الخطة يعني وقوعا في شرك حكومة الاحتلال وهو تحويل قطاع غزة الى سجن كبير، وكسب الوقت والهاء الفلسطينيين عن مواجهة جدار الفصل العنصري ومشروعه الهادف الى تدمير إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة من خلال ضم 58% من أراضى الضفة الغربية. وفند البرغوثي الخطة الإسرائيلية الرامية الى جر الفلسطينيين الى شرك محكم اضافة للتحذير من مخاطر جدار الفصل العنصري، وتطرق لأعداد الشهداء والجرحى الفلسطينيين والكارثة الإنسانية التي يعايشها المواطنون نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر. واعتبر البرغوثي ان ما تنوي إسرائيل فعله في غزة ليس انسحابا، موضحا أنها لم تستعمل هذه الكلمة وانما استخدمت مصطلح إعادة الانتشار، كما لا يوجد اي قرار بتفكيك اية مستوطنة حتى اللحظة، إضافة لاستمرار الزعم بعدم وجود شريك فلسطيني ورغم اشتراط الاجراءات الاسرائيلية بالأداء الأمني الفلسطيني، لن يكون لغزة اي ممر بري او بحري. واضاف ان خارطة الاستمرار بالاحتفاظ بمستوطنات شمال قطاع غزة، واحتفاظها بالسيطرة على الشريط الحدودي للقطاع بعمق كيلومتر واحد من جميع الجهات، اضافة الى مواصلة عمليات التدمير المنهجية لمنازل المواطنين في رفح جنوب القطاع والتي طالت منذ بداية الانتفاضة اكثر من الفي منزل، لخلق شريط امني بعمق 500 متر، في عملية لا يمكن وصفها الا بالتطهير العرقي. واكد ان الهدف الاسرائيلي النهائي هو تحويل الأراضي الفلسطينية الى كنتونات كتلك التي كانت سائدة في ظل نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. وتطرق لما تحويه الخطة الاسرائيلية لاعادة الانتشار في قطاع غزة، من ابقاء لكتل استيطانية في الضفة الغربية، اضافة لضم 58% من الضفة الغربية الى اسرائيل، مشيرا الى ان المخططات الصهيونية تسعى الى أخذ زمام المبادرة بخطة وهمية تمنع تنفيذ الحلول الدولية، واستبدال خطة خارطة الطريق. وقال البرغوثي: اذا قارنا خرائط اتفاقية أوسلو مع نظيراتها الخاصة بالجدار، نلاحظ تطابقا تاما، ما يعني ان الذي رسم الاثنتين هو طرف واحد، بشكل يهدف الى استبدال فكرة قيام دولة فلسطينية بكيان مقطع الأوصال بلا سيادة ولا حدود، تنحصر صلاحياته في مهام وظيفية. وأضاف ان ما تقوم به إسرائيل من استيطان وبناء للجدار، هو استمرار لعملية بدأت قبل عام 1948 والتي تهدف الى تهويد كامل الأراضي الفلسطينية، موضحا أن خطة شارون الحالية هي مصادرة 58 بالمائة من الضفة الغربية وقطاع غزة، وإنشاء معازل غير متواصلة وغير قادرة على البقاء على 42 بالمائة المتبقية. ونبه الى خطورة اعمال بناء الجدار الدائرة رحاها حاليا في منطقتي سلفيت والقدسالمحتلة، قائلا انه يصادر 170 الف دونم من أراضى محافظة سلفيت، ويضع قرى مثل: رافات، ودير بلوط والزاوية في سجن بعد أن يصادر 90% من اراضيها. وضرب الدكتور البرغوثي مثالا بمدينة قلقيلية التي يحيطها الجدار من كافة الجهات إلا من بوابة لا تتجاوز 8 أمتار تخضع لأوامر قوات الاحتلال التي تفتحها وتغلقها متى تشاء. وأوضح ان ما يجري في محافظة القدسالمحتلة من بناء للجدار هو تطهير عرقي، يهدف لعزل 271 الف فلسطيني من سكانها، 80 الفا منهم يحملون الهوية المقدسية. كما وأشار إلى استشهاد 3139 مواطنا خلال الانتفاضة، 82 بالمائة منهم مدنيون، و20 بالمائة منهم أطفال،كما تطرق لجرائم الاغتيال، فأوضح أن 357 مواطنا استشهدوا نتيجة ذلك، في صفوفهم 166 مدنيا، بينهم 32 طفلا و25 امرأة، لم يكونوا مقصودين لذاتهم، واستشهدوا فقط نتيجة وجودهم في موقع الاغتيال. ونوه إلى إصابة 52 ألف مواطن منذ بدء الانتفاضة، بات 2500 بينهم 500 طفل منهم يعانون من إعاقات دائمة. وقال: لو كان لدينا عدد سكان الولاياتالمتحدة الأميركية مثلا، لكنا نتحدث عن 269 ألف قتيل 4.4 مليون جريح. وتطرق الى فعاليات الحملة الشعبية الدولية لحماية الشعب الفلسطيني، موضحا انها ستصل ذروتها خلال الشهرين الحالي والقادم، حيث يشارك فيها اضافة للمواطنين متضامنون اجانب ونشطاء سلام اسرائيليون. وقال ان الخطط الإسرائيلية يجب ان لا تلهينا عن الاستمرار بتنظيم الفعاليات الشعبية ضد الجدار، مثمنا الموقف البطولي لاهالي قرية الزاوية بمحافظة سلفيت الذين يستمرون بالتظاهر احتجاجا على بناء الجدار في اراضيهم، رغم الرد الاسرائيلي العنيف الذي يؤدي الى سقوط عشرات الجرحى منهم يوميا. شارون