التشبه أمر غير ممكن لأنه يتعارض ونظام التكوين والفطرة، ولكن المساواة بين المرأة والرجل لا يعارضها الإسلام، وأهم ما يميز الإسلام في نظرته للمرأة عمن كانوا قبله أو بعده من المجتمعات النظرة الإنسانية ، ومساواة المرأة والرجل فيها وفي كافة التشريعات والمفاهيم، لها ماله وعليها ما عليه مع اختلافها عنه في الوظائف والتكاليف حسب ما تقتضيه فطرتها وتكوينها، وفي الخطاب القرآني تأكيد على أن الرجل والمرأة جاءا من بوتقة واحدة، (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها) و(وللرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب) و (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) وآيات أخرى كثيرة للتأكيد على التكامل بين الذكر والأنثى وأن العلاقة بينهما تقابلية، فالذكر هو الطرف المقابل للأنثى وبالالتقاء يتم التكامل، والمجتمع لا يمكن أن تستقيم أموره بفقدان دور أحدهما كل حسب فطرته، والحياة بشكلها العام تحتاج للدورين معا، فكل مخلوق يخلقه الله يشترك فيه اثنان، وكل إنسان مؤلف من إنسانين ذكر وأنثى، وكل مخلوق خلقه الله مكون من كل، له حقوقه وواجباته بما يتفق وطبيعته، وأما الفرق بين نظرة الإسلام للمرأة ونظرة الحضارات الأخرى بما فيها الغرب أنهم ينظرون إليها كأنثى فقط، أما الإسلام فينظر إليها كإنسانة وعند المقارنة تنكمش شخصية الأنثى لعدم التكافؤ، وتظهر شخصية الإنسانة المستقلة التي لها عقيدتها ورسالتها السماوية، وقد جسد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام الموقف الإسلامي في التعامل معها أروع تجسيد حيث أوصى بها خيراً، (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، و(ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم). وبنات وطننا الحبيب حفيدات المسلمات الطاهرات الأول يجددن المسيرة المشرفة لتاريخ المرأة العطر في الإسلام، ويشققن طريقهن المتألق ثقافة وعلما وعملاً مع تمسكهن بدينهن وتقاليدهن العريقة يمارسن دورهن الاجتماعي ويسهمن مع الرجل في بناء الوطن الغالي، وفي كافة نواحي الحياة، فيقدمن أروع النتائج وأفضلها بعون الله وتوفيقه .