بنظرة خاطفة عبر احيائنا الحديثة نوعا ما.. ستبدو لك المنازل مختلفة من حيث الشكل.. متقاربة من حيث الالوان.. لكن اغلبها يشترك في شيء واحد!! هو تلك الحواجز الحديدية المعروفة ب(الشينكو) ترتفع مكملة البناء الاسمنتي في اسوار المنازل جاعلة اياها كعربات مصفحة لا ينقصها سوى العجلات!! حواجز الشينكو غالبا ما تكون قد اضيفت بعد سكنى البيت مباشرة او بعده بمدد متفاوتة حسب الحاح السبب الداعي لذلك! والذي غالبا ما يكون خشية تلصص عمال البناء في الاراضي المجاورة التي مازالت في طور التشييد او لاكتشاف صاحب المنزل سهولة الاطلالة على ما يجري (داخل) بيته من خلال نوافذ الجيران!! او لشكاوى نساء البيت من عدم مقدرتهن على التجوال بحرية في (فناء) المنزل! لان (اي) شخص في (اي) منزل يحيط بهم ولو في الجهة المقابلة!! سيكون بمقدوره متابعتهن من (اية) نافذة علوية ان اراد ذلك. حقيقة.. لم نكن بحاجة للشينكو هذا لو لم نبتل انفسنا باتباع الطراز المعماري (الغربي) الذي ليس في عرفه شيء عن حرمة البيوت وخصوصيتها ولايعنيه ان كان العالم بأسره يتفرج عليه وعلى نسائه! بيد اننا في نزعة حضارية منا في العقود الاخيرة (يا زعم).. هجرنا طرازنا المعماري التقليدي الراقي! والذي يجعل فناء المنزل في قلب البيت بدلا من خارجه فيما دوره وغرفه تحيط به في ألفة وامان! لنتبع (قذة) الطراز الوافد! وبعد ان يسبق السيف ونكتشف اننا به نكشف عوراتنا.. نلجأ للحل السحري المسمى (الشينكو)!! ليقوم بوظيفة (ورقة التوت) لكنه وللاسف لايحل سوى نصف المشكلة القابع في الطابق السفلي, بينما يبقى نصفها الآخر عالقا في نوافذ الطوابق العلوية جاعلا الستائر تصرخ وهي تحاول ترميم الازمة: (اكون او لا اكون)! كما وانه يتطوع بدوره صيفا - بمشاركة الاسمنت - لتشكيل هولوكوست من نوع فريد! فضلا عن تشويه شكل المنزل الخارجي الذي دفع في تصميمه وتنفيذه.. الالاف!! اضف لهذا اشعة الشمس النافعة تناضل كي تجد طريقها الينا!! لربما جالت في اذهاننا صور شتى لشكل جحر الضب الذي ضربه لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم مثلا فيما لو قلدنا غيرنا دون تفكير!! لكننا بالتأكيد لم نتخيل انه قد يقودنا لجحر آخر اشد ضنكا!! جحر من.. (شينكو)!!