وصف المعتقل السعودي السابق في سجن أبو غريب حيدر المزرع الذي أطلق سراحه مؤخراً بعد مدة توقيف دامت حوالي 10 أشهر ما شاهده في أبو غريب بأنه تشيب له الرضع. وقال حيدر، الذي وصل الى دمشق مؤخراً، ل (اليوم) من مكان اقامته في إحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق: ان ما شاهده العالم من صور للفضائح التي نشرت في وسائل الإعلام عن سجن ابو غريب (هو نقطة في بحر)، وان ما حدث في ذلك السجن المشؤوم على يد جنود الاحتلال الأمريكي من تفنن في وسائل التعذيب (شيء يفوق الخيال). وعن سبب اعتقاله من قبل الجيش الأمريكي قال المزرع: في يوم 28/8/ 2003م، عندما كنت عائداً من العراق باتجاه مركز التنف الحدودي إلى سورية، ومعي صديقي خالد القيصوم في سيارة يقودها سائق عراقي، وعند وصولنا الى قرية (الهبارية) قرب النخيب، أوقفنا الجنود الأمريكان، وكان هناك الكثير من السيارات والمواطنين العراقيين، وأهل القرية، الذين جمعهم الجنود، بصورة مذلة، حيث كانت النساء والأطفال تحت الشمس الحارقة، ودون شفقة ورحمة من هؤلاء الجنود، وعندما شاهد الجنود الأمريكان بأيدينا جوازات سعودية، عندها أخذونا الى قاعدة أمريكية، للاستفسار عن بعض الأمور، وقالوا لنا ان مدة الاستجواب لن تتجاوز 3 ساعات، ومن تلك القاعدة نقلنا الى سجون الاحتلال، واستمرت مدة الاعتقال حوالي 10 اشهر في معاملة لا يمكن أن يتحملها بشر. وينتظر المزرع حالياً منحه تذكرة عبور إلى الأراضي السعودية من السفارة السعودية في دمشق، بعد ان قام الجنود الأمريكيون بسحب جواز سفره، وكل ما لديه من وثائق، ولم يسلموه إياها حين تم الإفراج عنه، مما حال دون دخوله الأراضي الكويتية حين حاول العبور قبل 3 أسابيع، مما دفعه إلى العودة، ومحاولة الخروج من العراق عن طريق دمشق. من جانب آخر، يستعد زميله في الرحلة والمعتقل خالد القيصوم إلى مغادرة الأراضي العراقية، بعد ان تم الإفراج عنه الأسبوع الماضي، حيث يقيم حالياً بين مدينتي كربلاء وبغداد، ولا يتوقع ان يواجه القيصوم مشاكل كبيرة في الخروج، خصوصاً ان سلطات الاحتلال الأمريكي أعادت له جواز سفره، حين أفرجت عنه. يذكر أنه بقي في سجون الاحتلال الأمريكي بالعراق قرابة 15 سعودياً، ما زالوا محتجزين هناك، وجميعهم بدون محاكمة، وتسود أجواء من التفاؤل بقرب الإفراج عنهم، حيث تجري الجهات المسؤولة عن السجون عمليات قرعة في الإفراج عن المعتقلين غير الخطرين.